اقتربْنا من النصرِ والتحريرِ
بقلم : الصحفية مريهان أبولبن
انتصرتْ غزة .. انتصرتْ المقاومة.. واقتربْنا من التحريرِ والنصرِ؛ فلم يَعُدْ حُلماً بعيداً الوصولُ..؛ برغمِ وجعِ ولَوعةِ الفقدِ والدمارِ والخسائرِ البشريةِ والماديةِ؛ إلّا أننا خرجْنا وفي داخلِ كلِّ فلسطينيّ؛ أنّ الجولةَ القادمةَ مع المحتلِّ الإسرائيليّ ستكونُ معركةَ النصرِ والتحريرِ.
الفيصلُ في معركةِ “سيف القدس” أنها أوجدتْ معادلةَ البقاءِ لأصحابِ الحقِّ والأرضِ والقضيةِ؛ وغيّرتْ مُنحنَى القضيةِ لصالحِ قضيتِنا، فنجاحُ المقاومةِ الفلسطينيةِ جعلَ الجيشَ الإسرائيليَّ في موضعِ دفاعٍ لا هجومٍ؛ وكشفتَ عوراتِه وعَجزَه؛ فظهرَ ضعفُه أمامَ قوةِ المقاومةِ.
معركةُ “سيف القدس” أحبطتْ مخطّطاتِ المحتلِّ لاقتحاماتِ المسجدِ الأقصى؛ عندما لبّتْ غزة نداءَ القدسِ؛ وانتفضتْ وأعلنتْها ثورةً وانتفاضةً من أجلِ القدسِ وحيِّ الشيخِ جرّاح ؛ فالمقاومةُ يدُها على الزنادِ؛ وتقفُ على الندَهةِ لتلبيةِ أيِّ نداءٍ آخَرَ من الداخلِ المحتلِّ؛ فهي في انتظارِ “من شان الله يا غزة يلا” فلم تَتوَخَّ أو تتكاسلَ.. فغزة أرضُ الأبطالِ والثوارِ لا تَتركُ من يستنجدُ بها.
معركةُ “سيف القدس” أجبرتْ الإسرائيليينَ على الانتظارِ بلهفةٍ وشوقٍ لخطابِ “أبو عبيدة”؛ لتَتلقَّى منه التعليماتِ للبقاءِ في ملاجِئهم أوِ الخروجِ منها؛ حتى لو جاءتْ تعليماتٌ من قيادتِهم؛ ليصبحَ مُلثّمَ الكوفيةِ مرجعيةً لهم لضمانِ حياتِهم .
معركةُ “سيف القدس” أعلنتْها ثورةً وانتفاضةً في الداخلِ المحتلِّ؛ بقيادةِ شبابٍ وفتياتٍ يتصدرونَ الصفوفَ الأولى في المواجهاتِ مع جنودِ الاحتلالِ، والتصدّي لهم ومنعِهم من إجراءاتِ إخلاءِ الأحياءِ من سكانِها الأصليّينَ؛ كما “حيِّ الشيخِ جراح وحيِّ سلون” إصرارُهم على البقاءِ والتجمُّعِ داخلَ الحيِّ والمسجدِ الأقصى؛ وعدمُ التخَلِّي عن أراضيهم ومقدّساتِهم؛ كان أكبرَ ردٍّ على المحتلِّ ليجعلَه يتراجعَ ويحسبَ أيَّ خطوةٍ يَخطوها؛ فغزة هي الكتفُ والسندُ والمقاومةُ من أجل القدسِ والضفةِ .
معركةُ سيفِ القدسِ وحّدتْ الكُلَّ الفلسطينيّ في الداخلِ والخارجِ؛ فأقاموا أفراحَ النصرِ في نفسِ التوقيتِ، والتفُّوا حولَ المقاومةِ التي أثبتتْ أنها الحاميةُ والمدافِعةُ عن أبناءِ شعبٍ يُعاني الويلاتِ بسببِ المحتلِّ الغاشمِ؛ ليصبحَ الخيارَ الأفضلَ والوحيدَ لتحريرِ الأرضِ والمقاومةِ .