Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

8 ساعات تحت الركام بين الحياة والموت ونطق الشهادة

رياض اشكنتنا "زوجتي وأطفالي فداء لأقصك يا الله"

تقرير : السعادة
فقدت القدرة على الحديث من هول الصدمة تفتح عينيها وتنظر إلى سقف غرفة مستشفى الشفاء، تبحث عن وجه والدتها وحضنها لتشعر بالأمان وعن وجوه إخوتها الأربعة؛ فلم تجد أي من تلك الوجوه القريبة منها المحببة لقلبها جميعهم ذهبوا ولم تبقى إلا هي ووالدها، لتكون الطفلة “سوزي رياض اشكنتنا”، الشاهدة هي ووالدها لمجزرة المحتل الإسرائيلي بحق عائلتها.
لم تتفوه بكلمة لنا ووجها شاحب وعلامات الصدمة ظاهرة عليها، لم تستوعب بعد ما حدث؛ فهي كانت بجانب والدتها تحتمي بها من شدة القصف تبكي بشدة ليأتي صوت والدتها يطمئن قلبها الصغير “لا تخافي إنها مفرقات نارية يا سوزي” مع كل ضربة صاروخ ينتفض قلبها الصغير هي وإخوتها ليختبئوا بحضنها الدافئ.
تحدث والدها إلينا وهو مصاب قائلا للسعادة:”كنا نجلس أنا وزوجتي

وأبنائي في الصالون نحاول تهدئتهم والحديث معهم عند سماع القصف، فجأة وبدون سابق إنذار لم نكن ندرك ماذا حدث، لحظات معدودة وجدت نفسي تحت الأنقاض اصرخ على أبنائي وزوجتي لعلهم يجيبوني، الدخان والركام يشل حركتي بالتدريج أحاول أن اتمالك نفسي أعود من جديد اصرخ علي أطفالي ولكن دون جدوى، أحاول استراق السمع لأنفاسهم أنيينهم إلى أن فقدت الوعي ووجدت نفسي في سيارة الإسعاف.
ثمانية ساعات ورياض تحت ركام المنزل لحظات بين فقدان الوعي وعودته بين الموت والحياة ونطق الشهادة وعندما خرج من تحت الأنقاض كان سؤاله عن زوجته وأطفاله ما هو مصيرهم ليخبروه انهم سبقوه إلى جنات الفردوس ولم يتبقى إلا سوزي لتخفف من نار قلبه وونيسته وحبيبته؛ فوجهها الطفولي ارتسمت عليه ملامح والدتها وأخوتها ليبقى يراهم في صورة وجهها .
يقول :” والله إنني حمدت الله وقلت الحمدلله على قدر الله، والله إنهم فداء للأقصى والقدس، ولكنني كأب فقد عائلته اكتوى قلبي واحترق على فراقهم وبكيت بحرقه فأنا خرجت من الدنيا بهم ليسرقهم المحتل بغطرسته وظلمه وسرقه لوطننا، سرق مني أغلى ما كنت أملك زوجتي صاحبة الدين والخلق وأطفالي الأبرياء؛ فليشهد الله إنهم فداء لأقصاك يا الله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى