الشبابُ والانتخاباتُ آفاقٌ وآمالٌ وطموحاتٌ؛ هل ترى النورَ؟

من المعروفِ أنّ المجتمعَ الفلسطينيَّ بكافةِ تجمُّعاتِه؛ هو مجتمعٌ فَتيٌّ أو مجتمعٌ شابٌّ، وبما أننا سائرونَ نحوَ انتخاباتٍ تشريعيةٍ؛ فمن المُفترَضِ أنْ تحتلَّ هذه الفئةُ الشابّةُ الضخمةُ الأهميةَ والحَيزَ المطلوبَينِ، فالشبابُ يأملُ بمن يتولَّى أمرَهم ، ويُحققُّ طموحَهم، ويكونُ قادراً على تمثيلِ قضيّتِهم بقوةٍ، فكان “للسعادة” استطلاعٌ لتستمعَ لآرائِهم .
محمد سالم (22) عاماً، خرّيجٌ جامعيّ، يتمنَّى أنْ تسيرَ الانتخاباتُ بشكلِها السليمِ؛ من أجلِ تحسينِ الوضعِ المجتمعي_ وخاصةً الشبابَ_ وفتحِ الأُفقِ لهم، وتوفيرِ فُرصِ عملٍ لهم؛ فالبطالةُ في ارتفاعٍ، وكلُّ عامٍ يتخرّجُ أفواجٌ؛ فلا يجِدونَ فُرصَ عملٍ فيقولُ:” نريدُ انتخاباتٍ حقيقةً؛ يترأَسُها أشخاصٌ يَحرِصونَ على مستقبلِنا، يَطرحونَ مشاكلَنا وهمومَنا، ويحقّقونَ لنا أحلامَنا ..
قوةُ المجتمعِ :
يقولُ الشابُّ “ضياء مليحة”: يجبُ أنْ يتعاملَ الجميعُ مع فئةِ الشبابِ؛ على أنهم همُ القوةُ الحقيقةُ، والخزانُ الأوسعُ في وَقودِ المعركةِ، التي يخوضُها شعبُنا.. لنا حقوقٌ يجبُ أنْ تكونَ أولَويةً على رأسِ الهرمِ، ويتمُّ التعاملُ معها بشكلٍ مدروسٍ، وإيجادُ حلولٍ لمشكلةِ البطالة ِ .
يتابعُ :”نريدُ مَن يشعُرَ بمعاناةِ الشبابَ، وضرورةَ إتاحةِ الفرصةِ للشبابِ والمرأةِ بالمشاركةِ بشكلٍ كبيرٍ في القوائمِ، فقدْ زادَ حجمُ التطلُّعاتِ الشبابيةِ لهذه الانتخاباتِ؛ آمِلينَ أنْ تُشكِّلَ هذه المحطةُ المُهمّةُ، والتي طالَ انتظارُنا لها؛ مدخلاً حقيقاً لإنهاءِ معاناةِ ومشكلاتِ الشبابِ، التي تَفاقمتْ بفِعلِ الانقسامِ، وبفعلِ غيابِ الحياةِ الديمقراطيةِ بشكلٍ كاملٍ؛ ما أضعفَ _إلى حدٍّ كبيرٍ_ من مشاركةِ الشبابِ في الحياةِ السياسيةِ ، وكذلكَ بُروزُ مشكلاتٍ ومعيقاتٍ وتحدّياتٍ كُبرى أمامَ الشبابِ الفلسطينيّ .
التفاؤلُ القادمُ :
تُبدي “رولا درويش” حذرًا إزاءَ التفاؤلِ بالقادمِ، فالانتخاباتُ إنْ جرتْ سيكونُ الشبابُ مُجردَ أصواتٍ انتخابيةٍ ، ووَقودًا لقوائمَ ليس لهم تمثيلٌ فيها؛ لأسبابٍ ذاتيةٍ وموضوعيةٍ، فإنَّ غالبيةَ الحراكِ الشبابي الفلسطيني لم تَنجحْ في تحقيقِ أهدافِها؛ بسببِ الافتقارِ إلى القيادةِ، وغيابِ الهيكليةِ التنظيميةِ لهم؛ في ظِلِّ الانقسامِ الذي حاوَلتْ من خلالِه الأحزابُ الفلسطينيةُ كَيَّ وَعيِّ الشبابِ؛ ومحاولةَ احتوائهم واحتواءِ حراكِهم، في ظِلِّ عدمِ توَفُّرِ المواردِ.. فهذه العواملُ ستُلقي بظلالِها على أيِّ مبادرةٍ نحوَ مشاركةِ الشبابِ ضِمنَ “قوائم”؛ خاصةً بوجودِ شروطٍ ماليةٍ تمثّلُ تحدّيًا أمامَ الشبابِ في ظِلِّ وضعِهم الاقتصادي المُترَدّي.
عبد الرحمن الربعي يقول:”ينتظُر الفلسطينيونَ إجراءَ الانتخاباتِ التشريعيةِ بلهفةٍ كبيرةٍ، حيثُ أنّ خمسةَ عشرَ عاماً من غيابِ التشريعاتِ في مجلسِها المُنتَخبِ، خلّفَ تداعياتٍ كارثيةً على الشبابِ، تتطلّبُ تفاعلاتٍ جدّيةً وأياديَ وطنيةً ممدودةً إلى الشبابِ؛ لاستعادةِ الصفِّ الوطني الفلسطيني .
آمالٌ وطموحٌ :
يتابعُ الشعبُ الفلسطيني مراحلَ حدوثِ الانتخاباتِ التشريعيةِ التي ستُجرَى في شهرِ (مايو)؛ بعدَ أنْ أُجريتْ آخَرُ انتخاباتٍ فلسطينيةٍ للمجلسِ التشريعي عامَ (2006)، التي فازت فيها حركةُ “حماس” بالأغلبيةِ، فيما سبقَها بعامٍ انتخاباتُ الرئاسةِ؛ وفازَ فيها محمود عباس.
كافةُ أطيافِ الشعبِ الفلسطيني؛ استقبلتْ خبرَ إصدارِ المرسومِ الرئاسي الخاصِّ بالانتخاباتِ؛ بتفاؤلٍ كبيرٍ؛ وعَدّتْه خُطوةً جيدةً؛ على أملِ أنْ يكونَ لها انعكاساتٌ إيجابيةٌ على الساحةِ الفلسطينيةِ .
يضيفُ :”أنا _كَخرّيجٍ جامعي_ مع الانتخاباتِ، وتجديدِ الحكومةِ، أمَلاً أنْ تأتيَ شخصياتٌ قياديةٌ قادرةٌ على تشغيلِ الخرّيجينَ، وأنْ يتخلّلَ ذلك إصلاحاتٌ للحالةِ الراهنةِ على كافةِ المستوياتِ، وتَوَصُّلُ الفصائلِ إلى حالةٍ من التوافقِ على طريقِ إنهاءِ الانقسامِ.
خطوةٌ حقيقةٌ :
تقولُ الشابّة مَها الفرّا:”الانتخاباتُ هي الخطوةُ الحقيقةُ القادرةُ على تخليصِ الشعبِ من همومِ وآثارِ (15) عاماً من الانقسامِ والحصارِ، وثلاثِ حروبٍ مرّتْ على قطاعِ غزة، وهي الأملُ الوحيدُ المُتبَقّي للشعبِ الفلسطيني؛ كي يَخرُجَ من النفقِ المُظلمِ الذي يعيشُ فيه.
تضيفُ :” يجبُ أنْ يكونَ للمرأةِ دَورٌ وفَعاليةٌ على المستوى البرلماني؛ فهي صاحبةُ قرارٍ وبصمةٍ، وقادرةٌ على القيادةِ وتقديمِ الخدماتِ للمجتمعِ، وترفعُ الظلمَ الواقعَ على النساءِ .
الشاب زياد النجار، أُمنيّتُه أنْ يكونَ هناك مَن يتَبنَّى قضيةَ وهمومَ وأحلامَ الشبابِ، فنحن نريدُ التغييرَ للأفضلِ؛ ولكنْ كيف ستُغيِّرُ..؟ ومَن الذي سيُغيّرُ..؟ ولماذا تُرِكْنا كلَّ هذه السنواتِ هكذا.. إنْ كانت الانتخاباتُ ستُغيِّرُ من الواقعِ السيئ!
يقول :” كلُّ ما يَعنينا في الأمرِ؛ أنْ نَخرُجَ من الانتخاباتِ وقضيةُ الشبابِ أولويةٌ قائمةٌ؛ يجبُ أنْ يتِمَّ التعاملُ معها بجدّيةٍ، ويتمُّ تفعيلُها وإيجادُ حلولٍ للبطالةِ؛ ما دُمنا اخترنا أشخاصاً يَنوبونَ عنّا؛ فعَلى عاتقِهم يقعُ تحقيقُ مَطالبِنا وأهدافِنا .