وجود سيدتان في المكتب السياسي تطور لافت في فكر وأداء حركة حماس

تقرير : ديانا المغربي
لم يكن وصول المرأة لعضوية المكتب السياسي العام لحركة المقاومة الإسلامية حماس وصولاً عادياً؛ فهذه هي المرة الأولى التي تكاشف فيها حركة حماس المجتمع المحلى بطبيعية انتخاباتها وتفاصيل مراحلها المختلفة، بل لأول مرة في تاريخها تفاجأ حركة حماس وسائل الاعلام بصورة تجمع كل أعضاء مكتبها السياسي بغزة، إذا تصدرت الدكتورة جميلة الشنطي، والسيدة فاطمة شراب، الصورة المنشورة عبر وسائل الاعلام.
وجود امرأتان في عضوية المكتب السياسي العام لأول مرة منذ تأسيس حركة حماس اعتبره محللون ومختصون يعني أن حماس أرادت أن “تعطي إشارة إيجابية للمجتمع الدولي والإقليمي بتغيير الصورة النمطية، وتأكيد أنها حركة منفتحة تطور من أداءها وسياستها وأنها أقرب إلى نهج الحركات العالمية المنفتحة”.
الناشط السياسي الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الإنسان الفلسطيني، رحب في إتمام العملية الانتخابية الديمقراطية التي رافقت انتخابات حركة حماس الداخلية، معتبراً أن وصول المرأة بالانتخاب إلى عضوية المكتب السياسي العام هو تطور مهم في فكر وأداء حركة حماس على الأرض لتعزيز مكانة المرأة في النظام السياسي الفلسطيني.
لا يجب الاكتفاء
ينوه أنه لا يجب أن نكتفي بمقعد واحد بل يجب أن نصل إلى كوته نسائية تفرض 30% من تكوين المكتب السياسي للحركة، خشية منا أن يبقى وجودها في إطار مشاركة رمزية لا فعلية، مؤكداً أن هذا التطور اللافت يجب أن يعزز ليس فقط في داخل حماس وإنما في كل الحركات السياسية كي تعزز قيمة ودور المرأة الفلسطينية التي شكلت منظومة نضال عميقة في كل المراحل.
في حين اعتبرت دكتورة العلوم السياسة عبير ثابت، وصول سيدتين إلى الصف الأول في حركة حماس نضج سياسيي غير متوقع ودلالة على أهمية دور المرأة في حركة حماس، سيما وأننا لسنوات كنا نجاهد أمام أصحاب الحركات الإسلامية لإثبات حق المرأة في الوجود والتواجد والتأثير.
وتري أن وصول المرأة الانتخاب من القاعدة يدل على أن الدكتور جميلة الشنطي؛ هي نموذج نسوي مختلف قادر على الإقناع والتأثير والتغير في وسط قاعدة عقائدية تقليدية في التواصل والعطاء؛ وهذه النماذج هو ما نحتاجه فعلياً في الحركات النسائية لا إفرازات “الكوته النسائية” التي تتعامل مع المرأة كعدد وديكور فقط لا غير، منوهة أن السنوات الأخيرة شهدت انفتاحاً ملحوظاً غير متوقع من الحركة مع المجتمع المحلى بقيادة السيد يحيى السنوار، الذي كان يطلع بشكل متواصل على كافة أطياف اللون السياسي للأوضاع الداخلية التنظيمية والسياسية؛ وهذا الأمر جعلها أكثر قرباً والتقاء من المجتمع المدني ومؤسساته.
من جانبه اعتبر المحل السياسي ذو الفقار سويرجو، وصول وجه نسائي أخيراً في حركة إسلامية تعتبر هي الأكبر في حركات الإسلام السياسي وتعتبر أكبر الحركات السنية مكانة تنظيمياً هو تغير نوعي وإيجابي ويجب على الجميع العمل على دعم هذه الوجه سيما وأن تشكيل المرأة في صفوف حماس مرتفع وتواجدها سيكسر حدة التواجد الذكوري الذي لا يري ولا يؤمن في المرأة كشريك.
ويتابع وجود امرأة في المكتب السياسي لحماس اعتراف كامل بدور وقدرة المرأة على القيادة العالية جداً، منوهاً أن وصولها إلى هذه المكانة التنظيمية له دلالات محلية ودولية ورسائل توجها حماس بين الفينة والأخرى للمجتمع الدولي والولايات الامريكية، أولها أنها لا تتشابه مع الحركات الإسلامية المتطرفة بل هي حركة وسطية لا يمنعون المرأة من المشاركة السياسية، ثانياً أن الحركة تقوم بين الفينه والأخرى بتطوير نفسها وأداء أنظمتها واستراتيجيتها لتصبح أقرب الى كل المعايير الدولية.
استحقاق
من جانبها اعتبرت الإعلامية سميرة نصار، فوز د.الشنطي في عضوية المكتب السياسي هو استحقاق لابد منه لكن شاء القدر أن يكون في هذه المرحلة السياسية الهامة وباختصار شديد هو انتصار للمرأة بشكل عام وليس انتصار للمرأة الحمساوية إذا اخذنا الأمر من جهة تغير الثقافة المجتمعية، ورسائل للرجال أن المرأة شريكة في كل تفاصيل الحياة حتى السياسية وهو ما تحتاجه الفصائل جميعا.
وتضيف:” كان لازماً على المرأة الحمساوية بعد هذه السنوات أن تتقلد هذا المنصب والذي أراه قليلاً جداً مقابل حجم تواجدها ومشاركتها في المجتمع ؛فهي شريكة في كل المحافل، ومقعد واحد قليل جدا لكنه انتصار وعبور في دورة 2021 إذا اخذنا بعين الاعتبار أن الدورة السابقة للانتخابات الداخلية منعت النساء من الوصول والدخول إلى معترك المكتب السياسي العام.
أما الناشطة القانونية دكتور القانون الدولي سامية الغصين، فتقول:” كانت مفاجئة مفرحة جداً لي بالأمس عندما شاهدت صورة أعضاء المكتب السياسي العام وهي تتزين بامرأتين، هذا التطور العملاق على صعيد الحياة التنظيمية للحركات الإسلامية يعتبر تطور نوعي لخدمة الصالح الفلسطيني العام في هذه المرحلة الغنية بالأحداث والمراسيم والشخصيات والتغيرات المختلفة.
تتابع:”أن تصل امرأة بالانتخاب إلى عضوية الصف الأول في تنظيم إسلامي كحماس أمر في غاية الإنجاز والاستحقاق لدور المرأة الريادي على مدار سنوات النضال الفلسطيني، فما تحتاجه الحركات المختلفة تواجد نماذج نسائية قوية وقيادية تصل بتواجدها وعملها وتأثيرها وليس بتطبيق قرارات الكوته وتفاصيلها التي تتعامل مع المرأة كتحصيل حاصل لا أكثر.