Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

مرأتى

الصديق الذي لا بد منه

بقلم الاعلامية :تسنيم المحروق

لم يعد الحزن أمراً استثنائياً في هذا العالم، ولا صفة تختص بشخص دون آخر،بل أصبح الصديق الإلزامي المرافق للجميع، على اختلاف أنواعه وأشكاله، وتباين حدته ودرجة قسوته؛ إذ لا يخلو أحد مما ينغص راحته، ويقلق نومه، حتى لو بدا للآخرين سعيداً، ووشى ظاهره بالكمال.

وليس هذا غريباً أو جديداً على بشر يعيشون في الدنيا، لكن الغريب هو حالة التآلف التي أوجدها هؤلاء البشر مع أحزانهم، والتقبل الذي يتخطى التأقلم إلى الصداقة والرضا بالصحبة!

ومن المريب أنك كلما ظننتَ أن شخصاً ما لم يعد حزيناً، اكتشفتَ أنه لا يزال حزيناً، بل ربما أكثر حزناً لكنه توقف عن التبرم بحزنه، وأوقف الحرب التي يخوضها معه، وعقد معه هدنة تحفظ له ما تبقى من بشاشة وجهه وطلاقة لسانه.

وفي خضم هذه الحيرة بين من هو غير حزين، ومن هو حزين متآلف مع حزنه، تنقذك الوحدة في الفريق بينهما، فبينما يتمترس الحزين خلف وجه متجهّم وملامح مشتتة وصمت طويل، ينخرط المتآلف مع محيطه ويتماشى معه، لكنه يكثر من امتداح الوحدة وإنشادها والبحث عنها.

وعلى ذلك تجد نصف البشر الذين تعرفهم بؤساء المظهر والجوهر، والنصف الآخر معتزلاً غالب الوقت! أما السعداء، فهؤلاء غالباً ليسوا من البشر الذين تعرفهم!

 

قدسية “المخيم”

كنت أذاكر لابني دروسه في مادة التربية الحياتية، واشرح له الفروق بين القرية والمدينة والبادية، والمخيم، حين طرق ذهني خاطر كيف أن هذا اللفظ الجديد “المخيم” الطارئ على تصنيفات التجمعات البشرية، قد أخذ مكاناً ثابتاً وحصة موثقة من تلك التصنيفات، لم تزل تترسخ وتثبت وتنمو مع الزمن!

منذ عقود وهذا العلم منثور في الكتب، ومنذ الصغر علمونا هذه المجتمعات وطبيعتها وأشخاصها، لكنها لم تحوِ يوماً هذا النوع الغريب “المخيم”، كنا ندركه ونعيه واقعاً، نعيش فيه، ونحفظ أزقته، وندرجه في كل سؤال عن عنواننا أو مكان سكن أحد الأقارب، لكنه لم يكن يوماً تصنيفاً علمياً يحتويه سؤال في امتحان!

اليوم عندما سألت طفلي لأول مرة ما هو المخيم؟ أجاب: هو بيتنا الذي نسكن فيه.. توسعت حينها في شرح الكلمة وحاولت أن أجعلها اختصاراً لتاريخ القضية!

أتساءل كيف أننا حفظنا رمزية المخيم وحافظنا عليه كهالة تحمي قدسية العودة وتحمل تاريخ اللجوء، رغم أنه لم يكن يدعمه شيء من درس ملزم أو منهاج موجب، بينما تتسرب هذه المعاني من ذهن الجيل الجديد مع تطاول المدة، إلا قليلاً، مع الاجتهاد والمداومة، حتى مع وجودها في مبادئ التربية الأساسية؟

غير أن ما يخيفني هو أن ظهور المخيم كطفرة جينية في قائمة التصنيفات البشرية، تمهيد لبقائه واستمراره، وخروجه من دائرة المؤقت إلى حظيرة الأمر الواقع! وأن وجوده في الدراسة الإلزامية ينقله من مفهوم رمزي مقدس، إلى معلومات مقيتة مكروهة تستلزم الحفظ ويلقى بها أخيراً في ورقة الامتحان كعبء يتحرر الطالب منه مع العام التالي!

 

فضول

في دراسة لا يُعرَف مصدرها:

إن فضول البشر فيما لا طائل منه من أحوال الناس، وخصوصياتهم، وحياة أقرانهم، وغير أقرانهم، ممن يعرفون ومن لا يعرفون، يبلغ من الكمّ والاهمية ما إذا تم تحويله (هذا الفضول) إلى مجالات التعلم والبحث، لقفز بالبشرية سنوات ضوئية إلى الأمام!!!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى