Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
من الحياة

محتالانِ ينصبانِ على المارّةِ بتهديدِ زيِّ الشرطةِ والسلاحِ

تكتبها / ديانا المغربي 
كان الليلُ يُخيِّمُ على مدينةِ غزةَ مبكرًا بفعلِ الجوِّ الماطرِ، ونهايةِ الشهرِ الهجري؛ إضافةً إلى انقطاعِ الكهرباءِ في وسطَ مدينةِ غزة؛ حينَ أوقفَ “أدهمَ 37 عامًا “، شابٌّ طويلُ البنيةِ؛ يلبسُ زيّاً عسكرياً لأحدِ الأجهزةِ الأمنيةِ؛ ويحملُ سلاحاً على وسطِه، في البدايةِ ألقى السلامَ عليه؛ واستفسرَ عن وجهتِه؛ ثُم استفسرَ عن اسمِه ومكانِ سكنِه ورقمِ هويتِه؛ ثُم تصنّعَ أنه يفتحُ تطبيقاً على جهازِ الجوالِ لفحصِ الاسمِ عليه.
في حركةٍ سينمائيةٍ مبُهِرةٍ؛ طلبَ الضابطُ من “أدهم” الوقوفَ إلى جانبِ الطريقِ؛ والنزولَ من سيارتِه؛ وعندَ نزولِ “أدهم” أخبرَه الشرطيُ أنّ هناكَ علامةً تظهرُ بجوارِ اسمِه؛ تُدلّلُ على أنه مطلوبٌ لجهازِ الشرطةِ الفلسطينيةِ، وبالتالي لا يحقُّ له السيرُ في هذا الوقتِ من الليلِ، وخلوِّ الشوارعِ من المارّةِ.
ثُم في حركةٍ تعاطفيةٍ؛ عندما ظهرَ الخوفُ على ملامح “أدهم”؛ بدأَ بسؤالِه إذا كان قد تلَقّى مخالفاتٍ مروريةً؛ ولم يَقُمْ بدفعِها خلالَ الستِ شهورٍ الماضيةِ، أو أنه يقومُ بإعطاءِ سيارتِه لشخصٍ مُعيّنٍ قامَ بارتكابِ مخالفةٍ، أو أنه تشاجَرَ مع أحدِ الجيرانِ أوِ الأصدقاءِ!
نفَى “أدهم” تعرُّضَه لأيِّ مخالفاتٍ؛ وقامَ بفتحِ درجِ سيارتِه؛ وأظهرَ له أوراقَ السواقةِ الثبوتيةِ؛ وأخبرَه أنه شخصٌ ليس لديهِ أيُّ مشاكلَ مع الحكومةِ مَهما كانت؛ وأنه غيرُ مُبلَّغٍ بأيِّ بلاغٍ من جهازِ الشرطةِ؛ ولا يعطي سيارتَه لأحدٍ.
واستطردَ بإخبارِه أنه يعملُ في وكالةِ الغوثِ الدوليةِ؛ وهو حريصٌ كلَّ الحرصِ على عدمِ افتعالِ أيِّ مشاكلَ قد تضرُّ بعملِه وبابِ رزقِه؛ وأنه يسكنُ بالقربِ من مركز شرطةِ “العباس”؛ وبإمكانِه الاتصالَ على المركزِ والاستفسارَ عن وضعِه الأمني.
تظاهرَ الشرطي مرةً أخرى بالاتصالِ بأحدِ المَعنيّينَ للاستفسارِ عن وضعِ “أدهم”؛ ولماذا يوجدُ بجوارِ اسمِه إشارةٌ! الشخصُ الذي قامَ بالاتصالِ به أخبرَه أنّ “أدهم” مُتّهَمٌ بقضيةِ استيلاءِ؛ حيثُ سُجِّلَ رقمُ سيارتِه قريباً من واقعةِ الاستيلاءِ؛ وبالتالي هو موقوفٌ إلى أنْ يَتِمَّ تبرئتُه.
وطلبَ الموجودُ على الخطِّ الهاتفي تفتيشَ “أدهم” ومصادرةَ الهويةِ الشخصيةِ؛ وهنا قامَ الشرطي بتفتيشِ “أدهم” ومصادرةِ محفظتِه وهاتفِه النقالِ؛ وطلبَ من “أدهم” المكوثَ إلى جوارِه حتى تأتيَ دوريةُ الشرطةِ للتحقّقِ من وضعِه.
بعدَ أقلَّ من خمسِ دقائقَ؛ اقتربَ من “أدهم” والضابطِ شابٌّ آخَرُ يرتدى زيّاً حكومياً؛ ويستقِلُّ دراجةً ناريةً، ألقَى التحيةَ؛ وأخبرَ “أدهم” أنّ الدوريةَ تحتاجُ إلى عشرِ دقائقَ للوصولِ.
وفى حركةٍ غيرِ مسبوقةٍ تقدّمَ بالدراجةِ الناريةِ بعضَ خطواتٍ، وفى لحظةٍ صعدَ الضابطُ الذي أوقفَ “أدهم” منذُ البدايةِ على مؤخّرةِ الدراجةِ؛ وفى غضونِ ثوانٍ كان الشابانِ يطيرانِ على بعدِ مسافةٍ كبيرةٍ من “أدهم”، تقريباً في هذه اللحظةِ شعرَ “أدهم” أنه تعرّضَ لعمليةِ سطوٍّ ونصْبٍ تحتَ تهديدِ السلاحِ والزيِّ الشرطي!
اتّصلَ بسرعةٍ فائقةٍ بالشرطةِ؛ وأخبرَهم ما الذي حدثَ معه؛ ليتبيَّنَ أنّ الشابَّينِ نصابانِ؛ ولا ينتميانِ لأيِّ جهازٍ شرطي أو حكومي! وأنّ ما قاما بفعلِه هي مسرحيةٌ مدبَّرةٌ؛ نفذَّاها في أكثرَ من مكانٍ في مُدنِ القطاعِ، وأنّ رجالَ المباحثِ استطاعتْ الوصولَ إلى خيطٍ رفيعٍ قد يؤدّي إلى الإمساكِ بالمجرمينَ.
كان في محفظةِ “أدهم” (800) دولارٍ؛ إلى جانبِ (40) دينارٍ أردني؛ و(500) شيكل إسرائيلي؛ إضافةً إلى جهازِ الهاتفِ، بعدَ ثلاثةِ أيامٍ تلقّى “أدهم” اتصالاً من مركزٍ في المنطقةِ الوسطى؛ يُخبرُه أنّ هويتَه الشخصيةَ موجودةٌ بطرَفِهم؛ حيثُ وجدَها شخصٌ على شارعِ صلاح الدين؛ وأحضرَها إليهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى