
يُعَدُّ الخطُّ العربيُّ أحدَ الفنونِ العربيةِ التي تركَها الخطَّاطونَ العربُ إرثاً فنياً ورمزاً للحضارةِ الإسلامية، فهو يشكِّلُ لوحاتٍ فنيةً رائعةً متقَنةً أبدعَها فنّانونَ لإبرازِ هذا الفنِّ للعالمِ، وليكونَ ميراثاً إسلامياً نابعاً من القرآنِ الكريمِ، واليومَ تلك الأجيالُ أخذتْ هذا الفنَّ، ونفضتْ عنه الغبارَ وجدَّدتْهُ في لوحاتِها الفنيةِ، وأخرجتْهُ من زاويتِه المهمَلةِ، فتبنّوهُ من جديدٍ وسعُوا لتطويرِه
“كتابةُ الخطِّ العربي من فنونِ العربِ المتميزةِ، وقد تركَ الخطَّاطون العربُ عبْرَ العصورِ تراثاً ضخماً، يشكِّلُ في الواقعِ لوحاتٍ فنيةً رائعة”، وحول ذلك يقولُ الخطَّاطُ ومدرِّبُ الخطِّ العربي محمد الخضري: “الخطُّ العربي موهبةٌ ربّانيةٌ لدى الإنسانِ، وإنْ اكتسبَها عبْرَ الدوراتِ، فلن يتقنَها كأصحابِ هذه الملكةِ الإبداعيةِ الفنية”.
موهبةَ جماليةِ
يضيف: “امتلِكُ موهبةَ جماليةِ الخطِّ منذُ طفولتي، فهي موهبةٌ ربانيةٌ، فقد ورِثتُها عن والدي الذي يملكُ خطاً جميلاً، كان يساعدُ به الجيرانَ في كتابةِ لوحاتِ الحائطِ المدرسية، وما كان يميِّزُني في فصلي خطي الجميلُ الذي كان يمنحُني الدرجاتِ العاليةَ، ولقد كان لأستاذِ اللغةِ العربيةِ في المرحلةِ الابتدائيةِ الفضلُ الأكبرُ في اكتشافِ موهبتي، التي دعمَني فيها”.
ويتابع: “تكمُنُ موهبةُ الخطاطِ في تفنُّنِه وإبداعِه في كتابةِ الخطِّ العربي، لكنَّ هذه الموهبةَ تحتاجُ إلى أستاذٍ يرشدُه ويوجِّهُه أثناء تمرينِه ودراستِه للحروف”.
ويتحدَّثُ عن بداياتِ إتقانِه للخطِّ العربي فيقول: “بدأتُ إتقانَ الخطِّ العربي بكلِّ مميِّزاتِه وحروفِه من الصفِ السادسِ الابتدائي، فأصبحتُ على قدْرٍ من الإبداعِ بالكتابةِ، وقد دخلتُ في الابتدائيةِ عدّةَ مسابقاتٍ على مستوى المدارسِ؛ وحصلتُ على جوائزَ عديدةٍ، وهذا ما شجَّعني على مواصلةِ الإبداعِ والإتقانِ بالخط”. ويستطرد: “تعلَّمتُ على يدِ الكثيرِ من الخطَّاطين الفلسطينيينَ من أجلِ أنْ أصقُلَ هذه الموهبة”.
وعن مصدرِ التشجيعِ والدعمِ لمواصلةِ مشوارِ الخطِّ؛ يشيرُ “الخضري” إلى أنَّ للأسرةِ دوراً كبيراً؛ خاصةً الوالدَ تطبيقاً للمَثل: “ابنُ الوَز عوَّام” فقد شجَّعني ووفَّرَ لي ما أحتاجُ من أنواعِ الأقلامِ والريشِ والألوان، وكذلك المدرسينَ الذين أكملوا مشوارَ الدعمِ، حيث كان لهم الدورُ الأكبرُ في دعمي من خلالِ الثناءِ على كُرَّاساتي التي كنتُ أكتبُ فيها، وكانوا يشجعوني على مزيدٍ من الإبداعِ والتميُّزِ والهِمَّةِ في إتقانِ الخطِّ العربيِّ بجماليته.
الصبرَ والإتقانَ
يقول:”ميَّزَني الخطُّ العربي بين زملائي في الدراسةِ؛ بأنني تفوَّقتُ كثيراً في جميعِ المراحلِ لجماليةِ الخطِّ لديَّ، وحصلتُ على الدرجاتِ لحُسنِ الخطِّ، وكذلك اهتمامُ المدرسينَ بموهبتي؛ حيث شاركتُ في الكثيرِ من اللوحاتِ المدرسيةِ، وبناءِ العلاقاتِ الطيبةِ مع المدرسينَ، والتي ما تزالُ حتى اللحظة .
وتابع: علَّمني الخطُّ العربيُّ الصبرَ والإتقانَ والتنظيمَ في حياتي، فقد عشتُ تجرِبةً فريدةً خلال مشوارٍ مع الخطِّ، ويكفي أنَّ مَن يطرُقْ بابي للوحةِ حائطٍ أو جداريةٍ أو كتابةٍ على الجدرانِ للمناسباتِ الاجتماعيةِ والوطنيةِ أقِفْ إلى جانبِه وقتما شاء، ويُعرِّجُ على استخدامِ الخطِّ العربي في المناسباتِ الوطنيةِ الفلسطينيةِ عبر الجدرانِ أو اللوحاتِ الجلدية، فقال: أشاركُ في كلِّ مناسبةٍ وطنيةٍ واجتماعيةٍ، وأقومُ بكتابةِ شعاراتٍ بخطٍّ جميلٍ ملفتِ للانتباهِ، وهذا ما تركَ بصمةً لي في الشارعِ الغزيِّ بجماليةِ الخط.
يواصل: يمتلكُ الفلسطينيون موهبةَ الخطِّ العربي، فهناك الكثيرُ من الخطاطينَ المَهَرة، فأيُّ الخطوطِ تكتبُ؟ قال: أنا أكتبُ بالخطينِ الفارسيِّ والثلُثِ لأنهما أكثرُ استخداماً، لِما يحملانِ من جمالٍ ورونقٍ، فالخطاطُ المبدعُ هو من ينتقي أجملَ الأنواعِ ليوصلَ رسالتَه عبْرَ خَطِّهِ .
وهل اكتفيتَ مِن عِلمِ الخطوطِ؟ فيرُدُّ “الخضري”: العِلمُ في تطورٍ مستمرٍ وإبداعٍ متجددٍ، ورغمَ ما تعلمتُه في الخطِّ العربيِّ؛ إلا أنني لم أنهَلْ بعدُ من بحرِه الواسعِ المستفيضِ، وكلُّ يومٍ أبحثُ عن جديدٍ وابتكِرُ وأعطي الدوراتِ للطلابِ والطالباتِ في مختلفِ الأعمارِ؛ لتعُمَّ الفائدةُ على الجميعِ، فكلُّ يومٍ ارتقي بموهبتي في الخطوطِ، وأطوِّرُ من نفسي، فأجلسُ في غرفتي التي تزيَّنتْ بأنواعِ لوحاتِ الخطوطِ لأُبدِعَ فيه.أ…
محاولات للبقاء
وعن أهمِّ التحدياتِ التي تواجهُ الخطَّ العربي يقول الخضري: الخطُّ العربي في تحدٍ مع الحاسوبِ الذي أفسدَه، حيثُ أُدخِلَ على الحاسوبِ عدَّةُ خطوطٍ لتُنافِسَ الخطَّ العربيَّ المنسوخَ باليدِ، لكنْ تبقى الجماليةُ والروحُ في خطِّ اليدِ، كذلك إهمالُ المدارسِ لحصةِ الخطِّ للطلابِ في المرحلةِ الابتدائيةِ، واستبدالِها بحِصةٍ أخرى، وطالَبَ بضرورةِ اهتمامِ وزارةِ التربيةِ والتعليمِ بالخطِّ العربيِّ، وإفرادِ أكثرَ من حصةٍ للطلابِ ليتقنوهُ جيداً، واحتضانِ المبدعينَ الجُدُدِ، وعملِ مسابقاتٍ لهم وورشاتِ عملٍ ومنتدياتٍ، وتخصيصِ مساحاتٍ واسعةٍ للتعريفِ بالخطِّ العربيِّ الذي بدأَ يندثِرُ.
“الخطُّ العربيُّ يحملُ أقدسَ رسالةٍ للبشريةِ، فهو يمثِّلُ هُويتَنا العربيةَ والإسلاميةَ, وإرْثَنا الثقافيَّ والحضاريَّ والتاريخيَّ؛ الذي نعتزُّ به بين الأممِ” بهذهِ العبارةِ بدأَ الخطَّاطُ “محمد السرحي” بدأ شغفي بالخطِّ العربيِّ منذُ طفولتي، وتحديداً في المرحلةِ الابتدائيةِ “في الصفِ الخامسِ” ،عندما كنتُ أكتبُ عناوينَ الدرسِ على سبُّورةِ المدرسةِ، ويومَها دخلَ مُدرِّسي الفصلَ وقال: من كتبَ هذا الخطَ الجميلَ.. فخجِلتُ أنْ أُعلنَ اسمي؛ حتى ردَّ زميلي في المقعدِ، وقال: محمد..! فابتسمَ وشدَّ على كتِفي وقال لي: استمِرْ في موهبتِكَ أنتَ مميَّزٌ، ومنذ ذلك اليومِ كانت رحلةَ البدايةِ مع الخطِّ العربيِّ، وبدأَ مشوارُ الإبداعِ وصقْلِ الموهبةِ، حيثُ اهتمَّ هذا المدرسُ بموهبتي من خلالِ المشارَكةِ في لوحاتِ الحائطِ المدرسيةِ، وكتابةِ الدروسِ.
“يُعَدُّ الخطُّ فنًّاً تعبيرياً يفرِغُ الخطَّاطُ فيه عبقريتَهُ وخيالَه”، وتابَع: الخطُّ العربيُّ يعدُّ أرقى وأجملَ خطوطِ العالمِ البشريِ على وجهِ البسيطةِ، فإنَّ حُسنَ شكلِه وجمالَهُ؛ جعلَه محبوباً إلى قلبي،وإلى كلِّ مَن شاهدَ جمالَه، وعندما كنتُ أبحثُ بين الكتبِ في هذا الفنِّ أجِدُ الانبهارَ، فأسعى إلى ممارستِه؛ فأجلسُ الساعاتِ الطوالَ لأُتقِنَ هذه الخطوطَ الجميلةَ، فلا أخرُجُ إلاَّ وقد أنهيتُ كتابتَهُ على لوحةٍ تزيَّنتْ بها غرفتي.
ويرى السرحي أنَّ الخطَّ هِبةٌ من الخالقِ يهَبُها من يشاءُ، فهي مَلَكةٌ تحتاجُ للصَّقلِ بالتعليمِ والتمرين، ورغمَ وجودِ الموهبةِ لديَّ؛ إلاَّ أنني عمدتُ على دراستِه من خلالِ تقويةِ موهبتي وصقْلِها بالدوراتِ التدريبيةِ على يدِ أمهرِ الخطاطينَ الفلسطينيين، حتى وصلتُ إلى هذا المكانِ، وقال: لا أكتفي عند هذا الحدِّ من تعلُّمِ عددٍ من الخطوطِ، بل أنا كلُّ يومٍ في بحثٍ دائمٍ عن التجديدِ والإبداعِ في صناعةِ أجملِ اللوحاتِ الفنيةِ بأرقى الخطوطِ العربيةِ.
ويطالَب السِّرحي بضرورةِ افتتاحِ أقسامٍ وكلياتٍ في الجامعاتِ الفلسطينيةِ تُدرِّسُ الخطَّ العربيَّ، وإنشاءِ نقابةٍ أو جمعيةٍ تضمُّ أمهَرَ الخطاطينَ، وتسعى لعملِ دوراتٍ ومعارضَ وطباعةِ البرشوراتِ والكتبِ، وعمَلِ مجلةٍ تهتمُّ بالخطِّ العربيِّ، وعقْدِ المسابقاتِ الدوريةِ، وبذْلِ الجوائزِ القيِّمةِ للموهوبينَ، وكذلك اهتمامُ الحكومةِ وخاصةً وزارةَ الأوقافِ، ووزارةَ الثقافةِ من خلالِ عقْدِ المسابقاتِ والدوراتِ الموازيةِ لدوراتِ حفظِ القرآنِ، ودوراتِ أحكامِ التِلاوةِ، والمعارضِ والمِنحِ الدراسيةِ للخطِّ العربيِّ في الخارجِ خاصةً في مصرَ وتركيا.
يحمل الهوية والتراث
التحقت داليا حماد بدوراتِ الخطِّ العربيِّ، فتقول :”لِجماليةِ الخطِّ العربيِّ وأهميتِه؛ تقدمْتُ لدورةٍ تدريبيةٍ لأَصْقلَ نفسي في إبداعِ الخطِّ العربيِّ، لأنه يحمل هُويتَنا وتراثَنا الإسلامي، خطِّي مقبولٌ إلى حدٍّ ما؛ لكنني آثرْتُ أنْ آخُذَ دورةً تدريبيةً تؤهِّلُني للكتابةِ بخطٍّ أجمل، وأطوِّرُ نفسي في إتقانِ الخطوطِ السبعةِ المعروفةِ، وتعلِّق: لم تُغذِّني المدرسةُ بالخطِّ الجميلِ، وهذا يفتقِدُ له الكثيرُ من الطلابِ، خاصةً أنَّ بعضَ المعلماتِ -وهنَّ القدوةُ- لا يملكْنَ موهبةَ الكتابةِ بخطٍّ جميلٍ، وتُكْمِلُ فرِحةً: الحمدُ للهِ أتقنتُ بعضَ الخطوطِ، وأُعلِّمُها لإخواني في البيتِ لنؤسِّسَهم على منهجٍ صحيحٍ، منوِّهةً: كان إخواني يلجئون لخطَّاطٍ لعملِ اللوحاتِ الكتابيةِ، والآن بدأتُ أنا أصنعُ تلكَ اللوحاتِ بعد حصولي على دوراتٍ تدريبيةٍ في تحسينِ الخطِّ العربي.
وترى زميلتُها “شيماء المزيني” أنَّ دورةً تدريبيةً واحدةً لا تخلُقُ موهبةَ الخطِّ العربيِّ لدَى الإنسانِ، لذا يجبُ أنْ يطوِّرَ الشخصُ من نفسهِ دائماً؛ بأخذِ أكثرَ من دورةٍ يستفيدُ منها، والاطلاعُ على كتاباتِ أشهرِ الخطاطينَ عبْرَ الانترنت ليستفيدَ منها، وتُكملُ مبتسِمةً: لا يرتاحُ الطالبُ من كلمةِ الأستاذِ التي تزيِّنُ كراساتِه باللونِ الأحمرِ “حسِّنْ خطَّك”.
أمَّا المُدرسةُ “نبيلة حبيب” والتي لم تخجلْ من وجودِها بين عددٍ من طالباتِ المراحلِ الإعداديةِ والثانويةِ، وتأخذُ دورةً في الخطِّ العربيِّ وتقول “للسعادة”: اُدرِّسُ في مراحلَ تأسيسيةٍ، وهذا يتطلبُ مني خطاً جميلاً، وأنا قدوةٌ للطلابِ، فعندما أكتبُ بخطٍّ جميلٍ للمرحلةِ الابتدائيةِ أجِدُ الطالبَ يحاولُ تقليدي، وفَهمَ رسالتي، فكيف إذا كان خطي سيئاً؟ فإنَّ الطالبَ يقلِّدُ خطئاً، وهذا ما دفعني لأنْ آخُذَ دورةً في الخطِّ العربيِّ؛ تؤهِّلُني لبناءِ جيلٍ يملكُ الفَهم والعلم.
دلالات نفسية
للِخطِّ اليدِ خاصةً دلالاتٌ نفسيةٌ” بهذه الجملةِ بدأَ د. خالد محاسن أستاذُ علمِ النفسِ مُضيفاً: لِخطِّ اليدِ دلالاتُه النفسيةُ، ويأتي الخطُّ حسَبَ صحةِ النفسِ والبَدَن، فصحيحُ البَدَنِ يأتي خطُّه مناسباً بعكسِ الذي يعاني من اضطراباتٍ صحيةٍ، فإنَّ الخطَّ يظهرُ فيه ما يعانيهِ من مشاكلَ، وقال: يعَدُّ الخطُّ مظهَراً للشخصيةِ يتطوَّرُ بتطوُّرِها، ووسيلةً علميةً لتحليلِ شخصيةِ الكاتبِ وحالتِه النفسيةِ وقتَ الكتابةِ، وتحاولُ أنْ تكشفَ عن مضمونِ الشخصيةِ كاملةً.
يوضح:يكشفُ الخطُّ عن تنظيمِ الشخصيةِ وانضباطِها، وإمكانِ ملائمةِ بعضِ الأعمالِ والمِهَنِ لها، ومن المُمكنِ أنء نكتشفَ توجُّهاتِ الكاتبِ ونعلَمَ عن مكوِّناتِه النفسيةِ من الطريقةِ التي يكتبُ بها، ويستطردُ: عكَفَ علماءُ الغربِ على دراسةِ اختلافِ خطوطِ الإنسانِ والتبايُنِ فيها، وحجمِ الكلماتِ والأحرفِ، وقوةِ الضغطِ على القلمِ، وعلى صعيدِه الشخصيِّ فيستطيع د. “الطهراوي” الذي يملكُ موهبةَ الخطِّ العربيِّ الجميلِ؛ التفريقَ بين خطِّ الإناثِ والذكورِ، وميَلانِ الخطِّ وتصغيرِه وتكبيرِه ،وما يعانيهِ الفردُ من خلالِ خطِّه، مبيِّناً أنَّ لجماليةِ الخطِّ علاقةً بالجهازِ العصبيِّ والميولِ التي يتَّصفُ بها الإنسان.
فما الصفاتُ التي ميَّزَ بها الخطُّ صاحبَه؟ يجيبُ د. ” الذي يعدُّ مُحلِّلَ خطوطٍ: يتميَّزُ الخطَّاطُ بالهدوءِ والانزواءِ على النفسِ والخلوةِ مع فنِّهِ والإشباعِ والرِّضا والمثابرةِ والصبرِ، وقال: يكتسبُ الخطَّاطُ هذه الموهبةَ بالتقليدِ والمُحاكاةِ، ويستطيعُ تطويرَ ذاتِه بالدوراتِ التدريبيةِ، وصقْلِ الموهبةِ والاهتمامِ بها.
يكمل حديثه واهتمَّ به علماءُ الغربِ في حينِ لم يلقَ اهتماماً من الوطنِ العربي، وقد كثُرتْ البحوثُ التي تحدَّثتْ عن أنواعِ الخطوطِ وعلاقتِها بمرضى الاضطراباتِ النفسيةِ والعقليةِ، وكذلك التميِّيزِ بين خطوطِ الذكورِ والإناثِ، فهناك خطوطٌ مُنمنَمةٌ وأصحابُها من النوعِ الخائفِ، والكبيرةُ تكونُ عادةً للصريحينِ، والخطُ المتسرِّعُ دليلٌ على سطحيةٍ في التفكيرِ، والشخصُ الذي لم يلتزمْ السطرَ أثناءَ الكتابةِ فانه إنسانٌ متشكِّكٌ، والترتيبُ السطري صاحبُهُ قويُّ الشخصيةِ، ومن يكتبْ بخطٍ صغيرٍ هو انطوائيٌّ وانعزاليٌّ، والضبطُ يُظهِرَ في تأكيدِ الذاتِ بقوةٍ.