كيف تُعيدينَ المهاراتِ الاجتماعيةَ لطفلِكِ
بقلم / سماح ابو زينة
مستشارة أسرية
قد يكونُ لِما جرى من إغلاقٍ وحَجرٍ صحيٍّ ناجماً عن تفشّي فايروس كرونا , ولكُلٍّ مِنّا تجرِبتُه التي تأثّرَ بها أثناء الحجرِ المنزلي , فالكثيرُ مِنا اضطّرَ للعيشِ في عزلةٍ لشهورٍ مضتْ , حتى التعليمُ أصبح افتراضيًا؛ يخلو من الحياةِ، وفَقدَ الكثيرَ من لياقتِه الاجتماعيةِ التفاعليةِ .
إذنْ ما الحلُّ ؟ و لماذا من الضروري أنْ يتعلّمَ طفلُكِ المهاراتِ الاجتماعيةَ ؟
دعيني بالبدايةِ أُعرِّفُ لكِ المهاراتِ الاجتماعيةَ (Soft Skills) ؛ هي أيُّ مهارةٍ تُمَكِّنُ طفلَكِ من التفاعلِ والاتصالِ و التواصلِ معَ الآخَرينَ؛ ومن خلالِها تنشأُ العلاقاتُ الاجتماعيةُ، والأعرافُ، والذكاءُ الاجتماعي والعاطفي؛ بِعدّةِ صوَرٍ لفظيةٍ وغيرِ لفظيةٍ , كذلك تُحدِّدُ المساحةَ والمسافةَ الآمِنةَ لبناءِ العلاقاتِ التفاعليةِ مع الآخَرين .
وتَظهرُ الحاجةُ لهذه المهاراتِ ؛ حتى يتمكّنَ الطفلُ من التفاعلِ مع الآخَرينَ , ويُكوِّنَ صداقاتٍ صحيحةً, ويعتمدَ على نفسِه، ويحلَّ مشكلاتِه , ويفهمَ مشاعرَه ومشاعرَ الآخَرينَ، ويتعاطفَ و يتبادلَ الاحترامَ معهم , ويستطيعَ مُحاورةَ الآخَرين و يفهمَ ويتقبّلَ آراءَهم , فيكونَ بعيداً عن العزلةِ والانطواءِ؛ وما يصاحِبُها من اضطراباتٍ وقلقٍ ومخاوفَ وغَيرةٍ.
ومن بعضِ المهاراتِ الاجتماعيةِ الأساسيةِ للطفلِ:
المُشارَكةُ / وهي قدرةُ الطفلِ على التفاعلِ مع إخوَتِه أو أقرانِه لنشاطٍ مُعيّنٍ ؛ مِثلَ مشارَكةِ ألعابِه أو مشارَكةِ وجبةٍ خفيفةٍ معهم؛ ويُمكِنُ لهذه المشارَكةِ أنْ تُقدِّمَ الكثيرَ للطفلِ ؛ حيثُ أنها تُعلِّمُه الإيثارَ و البُعدَ عن الأنانيةِ، وبناءَ علاقاتٍ اجتماعيةٍ، وتكوينَ صداقاتٍ والحفاظَ عليها .
التعاونُ / وهو العملُ معًا لتحقيقِ مهمّاتٍ مشترَكةٍ ؛ فالطفلُ المتعاوِنُ أكثرُ احترامًا وحُبّاً للمساواةِ، و لدَيهِ روحُ المبادرةِ أكثرُ من غيرِه , ويُمكِنُ للأُسرةِ أنْ تقومَ بِخَلقِ فرصةٍ للعملِ معًا في إعدادِ وجبةٍ صحيّةٍ بشكلٍ مُشترَكٍ .
الاستماعُ / تعويدُ الطفلِ على الاستماعِ والإنصاتِ والهدوءِ؛ لِيَتمكَّنَ من فهمِ كلامِ الآخَرينَ، والتواصلِ معهم بشكلٍ سليمٍ. موقف عملي / يمكِنُ أثناءَ سردِ القصةِ أنْ نطلبَ من الطفلِ إخبارَنا بما فهمَ من القصةِ .
التواصلُ البصري / جزءٌ مُهِمٌّ من التواصلِ الاجتماعيِ؛ بهِ تُنمَّى الثقةُ بالنفسِ و القدرةُ على مواجهةِ الآخَرينَ , وقد يجدُ الطفلُ الخجولُ بعضَ المشكلاتِ في التواصلِ البصري؛ لكنْ حاوِلي تعويدَه أنْ يتواصلَ بالعينِ بشكلٍ تدريجيّ .
الخصوصيةُ /علِّمي طفلَكِ أنّ له مساحةً خاصةً به , وهناكَ مساحةٌ أخرى للآخَرينَ؛ يجبُ احترامُها , وعدمُ تَجاوُزِها .
الترحيبُ بالآخَرينَ / عَلّمي طفلَكِ كيف يواجِهُ الآخَرينَ بنَبرةِ صوتٍ هادئةٍ وَدودةٍ , علِّميهِ أنماطَ التحيةِ و الترحيبِ المناسبةَ لكُلِّ وقتٍ أو مناسَبةٍ اجتماعيةٍ .