Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

عقلك براسك

ولا على بالُه !

 

بقلم الكاتبة / رشا فرحات

دعنا نتّفقُ على قاعدةِ ” ستُواجِهُ النقدَ من الكثيرينَ، ولن تنالَ الرِّضا من الجميعِ” .

وبما أنّ هذه هي القاعدةُ؛ فجميلٌ جدّاً أنْ تضعَ بجانبِها قاعدةَ التجاهلِ وغيرِ المبالاةِ؛ يعني ولا على بالَك،  والتي ستَقودُك إلى نهايةٍ بديعةٍ جميلةٍ؛ ببساطةٍ لن تلتفِتَ ولن تنتبِهَ إلى كلامِ الناسِ، لن تسمعَه، وسيكونُ له ألفُ تفسيرٍ جميلٍ، وكلُّه متعلّقٌ بحَجمِ الصفاءِ في داخلِكَ .

يقولُ محمود درويش:” في غيرِ المُبالاةِ فلسفةٌ، إنها صفةٌ من صفاتِ الأملِ “!  هل تَعلمُ، فعلاً، تأمّلتُ الجُملةَ، التجاهلُ أجملُ الصفاتِ، على الإطلاقِ .

ما الكلماتُ التي يُلقيها الآخَرونَ بنوايا مختلفةٍ؟ ” حِقدًا، غباءً، حماقةً، قصدًا أو بدونِ قصدِ” الأجملُ أنْ تتَرفَّعَ؛  لأنّ الردَّ في بعضِ الأحيانِ مهينٌ أكثرُ؛ بل هو خسارةٌ فادحةٌ لن تُقدّمَ ولن تؤَخّرَ.

وأذكُرُ قصةَ الأفعى؛ وهي قصةٌ جميلةٌ تُعلّمُكَ كيف تُتقِنُ فنَّ التجاهلِ؛  لأنّ الوقوفَ أمامَ المواقفِ البسيطةِ، ومُحاوَلةَ الردِّ عليها؛ قد يكلِّفُكَ خسارةً أكبرَ.. صدِّقني!

 

يُحكَى أنّ أفعَى دخلتْ محلَّ نجّارٍ بعدَ أنْ أقفلَه ليلاً؛ وكانت تبحثُ عن طعامٍ؛ وكان من عادةِ هذا النجّارِ أنْ يترُكَ أدواتِ عملِه على الطاولةِ؛ ومن بين هذه الأدواتِ “المِنشار”؛ وبينما كانت الأفعَى تبحثُ عن طعامٍ؛

إذْ تَعثّرتْ بالمِنشارِ؛ فجُرِحتْ جُرحاً بسيطاً؛ فشعرتْ بالغضبِ؛ وبِرَدِّ فِعلٍ دونَ تفكيرٍ؛ عضّتْ المنشارَ بأسنانِها؛ فنزفتْ أسنانُها دمًا كثيفًا؛ فزادَ غضبُها  وقرّرتْ أنْ تنتقمَ؛  فقامت بالالتفافِ حولَ المنشارِ لتَعصِرَه بجسمِها؛

فقامَ المنشارُ بِقَطعِها.. وماتتْ وهي تحاولُ الانتقامَ لجُرحٍ طفيفٍ أصابَها؛ كان يُمكِنُها أنْ تتجاهلَه فحسْب !

ولِلعلمِ، يُمكِنُكَ أنْ تكونَ مُحترِفًا في فنِّ التجاهلِ؛  بأنْ لا تستشيرَ إلّا صاحبَ الاختصاصِ؛ يعني لا تَسردُ أمورَ حياتِك على كلِّ عابرِ سبيلٍ، من بابِ استشارةِ الناسِ؛ لأنّ هذا سيَخلقُ لكَ آلافَ الآراءِ لأُناسٍ ليس لرأيِّهم أهميةٌ، ومنهم مَن يسعَى إلى إحباطِك بالأساسِ، فاطْرَحْ مشكِلتَك حينما تُدرِكُ _جيدًا_ أنّ هناك رأيَّاً مفيداً لكَ ولِمَصلحتِك.

ثُم إنك إذا طرحتَ رأيَّك؛ فهذا لا يعني أنَّ رأيَّ الأخِ مُقدَّسٌ، هو رأيُّه في النهايةِ؛ وأنتَ غيرُ مُجبَرٍ لأنْ تَكتَرِثَ أو تَرُدَّ؛ لكنْ إذا كنتَ تَعلمُ أنَّ ما قاله صحيحًا؛ وهو عيبٌ فيكَ؛ فعليكَ أنْ تُغيِّرَ، أو تُبدِّلَ، وإذا كنتَ تَعلمُ _تمامَ العلمِ_ صِدْقَهم، وأنكَ _فعلا_ لديكَ هذا العيبُ، وأنتَ مُتكيِّفٌ معه، ومُتَقَبِّلُه؛ فتعليقُهم وانتقادُهم واستفزازُهم لن يؤثّر فيكَ؛ فأنتَ واثقٌ من نفسِك؛ ولن يهزُّكَ شيءٌ .

وكُنْ ذكيّاً في تجاهُلِكَ، مَن يُمكِنُكَ أنْ تتَجاهَلَه؟ وكيف..؟ ومتى..؟ ولتفسيرِ ذلكَ أريدُ أنْ أضعَ بينَ يدَيكَ كلمةً (لجورج ماكدونالد)؛ يصِفُ فيها أنواعَ التجاهلِ :” التجاهلُ وقتَ الغضبِ ذكاءٌ ، التجاهلُ وقتَ المصاعبِ إصرارٌ،  التجاهلُ وقتَ الإساءةِ تَعَقُّلٌ ، والتجاهلُ وقتَ النصيحةِ البنّاءةِ غرورٌ؛  فانتَبِهْ متى تتجاهلُ..”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى