بقلم المهندس / مهيب أبو القمبز
من الشواهدِ اليوميةِ في حياتِنا؛ استخدامُ بعضِ الناسِ للصوتِ العالي في دفعِ حُجَّتِهم، أو الدفاعِ عن آرائهم، أو آراءٍ أعجَبتْهم. لم يَعُدْ اليومَ الصوتُ العالي “عاليا” من الناحيةِ الفيزيائيةِ؛ فالصوتُ العالي أصبح مكتوبًا! ويُمكِنُكَ أنْ تراهُ في كلِّ مكانٍ، خاصةً في مواقعِ التواصلِ الاجتماعي.
يلجأُ البعضُ إلى استخدامِ الصوتِ العالي؛ حينما يفشلُ في استخدامِ وسائلِ إقناعٍ سليمةٍ، أو لافتِقارِ حُجَّتِه إلى الدليلِ اللازمِ، أو لأسبابٍ أُخرى عديدةٍ، لكنّ المُثيرَ في قصةِ الصوتِ العالي؛ أنه شائعٌ عندَ كثيرٍ من الناسِ في بعضِ المواقفِ أو الأحيانِ؛ ويَحدثُ ذلكَ حينما يميلُ صاحبُ الصوتِ العالي إلى ترجيحِ رأيٍّ يوافِقُ هوَى الناسِ، أو يتماشَى مع نظرياتِ المؤامرةِ التي يتغذّونَ عليها.
في أزمةِ “كورونا”، تسمعُ آراءً شديدةَ الغرابةِ حولَ التطعيمِ؛ مِثلَ شائعةِ الشريحةِ الدقيقةِ التي يزرعُها اللقاحُ في جسمِ الإنسانِ! يا للرُّعبِ! أو شائعةِ تعديلِ التطعيمِ للحِمضِ النووي لخليةِ الإنسانِ، وغيرِها من الشائعاتِ، تلكَ “الشريحةُ” من الناسِ التي تَتفاعلُ _وبقوةٍ_ مع مِثلِ هذه الشائعاتِ؛ ستكونُ أحدَ أكبرِ المشاكلِ التي ستواجِهُ جهودَ مكافحةِ “كورونا”، وثمةٌ جهودٌ مُضنيةٌ لتفنيدِ تلكَ الشائعاتِ؛ لكنْ ما زالَ أمامَنا المزيدُ لِنَفعلَه..
يجبُ أنْ نفهمَ أصولَ النقاشِ، ويجبُ علينا أنْ نقومَ بتَوعيةِ بعضِنا البعضِ؛ حولَ الضَّررِ الناجمِ عن أصحابِ الصوتِ العالي.. وأخيراً يجبُ أنْ نحاوِلَ دوماً أنْ نُناقشَ بصوتٍ هادئٍ لكي نَصِلَ إلى الحقيقةِ.
وحتى نلتقي،،،