Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقارير

انتصرَ على مرَضِه؛ وشقَّ طريقَه بالإصرارِ

الإعلامي "رائد حمّاد" يَدعمُ الطاقاتِ الإبداعيةَ عبرَ الواحةِ الإعلاميةِ

 

بعدَ كلِّ معاناةٍ نجاحٌ وتألُّقٌ؛ إذا واجَهْنا آلامَنا، وغلبْنا الظروفَ وقسوتَها، وواصلْنا الحياةَ بكُلِّ قوةٍ وعنفوانٍ؛ هذا منهجٌ سلكَه الصحفيُّ والناشطُ “رائد حماد” بعدَ تجربةٍ مريرةٍ مع مرضِ السرطانِ؛ فهو لم يستسلمْ لمرضِه ووجَعِه؛ وانتصرَ عليه وشقَّ طريقَ عملِه الإعلاميِّ؛ وسلّطَ الضوءَ على قضايا مجتمعِه، والطاقاتِ الإبداعيةِ التي يعيشُها.. “السعادة” كان لها وقفةٌ مع تجربةٍ كان لها بصماتُها في العملِ الإعلامي.

الصحفي رائد حماد (46) عاماً، أبٌ لسِتّةٍ من الأبناءِ، حاصلٌ على بكالوريوسِ صحافةٍ وإعلامٍ، وعلى دبلومٍ عالٍ تمهيدي ماجستير من القاهرةِ، صحفيٌّ وناشطٌ مجتمعي في العملِ التطوعيّ والإنساني، عملَ في المجالِ الإعلامي لسنواتٍ؛ وكان حاضرًا في كلِّ القضايا الإنسانيةِ والمجتمعيةِ، سلّطَ الضوءَ على العملِ النسائي عبرَ منصّةِ الواحةِ الإعلاميةِ، حيثُ سلّطَ الضوءَ على الطاقاتِ والإبداعاتِ النسائيةِ والشبابيةِ فيقولُ :”هناك نماذجُ لنساءٍ رائداتٍ في كلِّ المجالاتِ، ولهنَّ بصماتٌ في بناءِ المجتمعِ، وتطويرِه والرقيِّ به، فحيثُما كان النجاحُ والإبداعُ والبناءُ؛ تَجدُ مساهَمةً ومشاركةً فعّالةً للمرأةِ “.

تقديرًا وعرفانًا

يتابعُ:”جاءت فكرةُ الواحةِ الإعلاميةِ تقديرًا وعرفانًا لدَورِ المرأةِ؛ وهناكَ قصصُ نجاحٍ لم ترَ النورَ، ولم يعرِفْ ويسمعْ عنها أحدٌ، فجميلٌ أنْ نَعرِفَ تجارِبَ الآخَرينَ؛ لتَبُثَّ فينا الأملَ والتفاؤلَ، ومواجهةَ الظروفِ القاسيةِ، وكثيرًا ما نستمِدُّ قوَّتَنا من نماذجِ نجاحٍ تألّقتْ، وفعلتْ الكثيرَ؛ فاكتسَبْنا من خبراتِها .

معروفٌ عن الصحفي “حماد”؛ أنه لا يَمَلُّ ولا يكِلُّ من مساعدةِ الناسِ والجمعياتِ والمؤسساتِ؛ بتغطيةِ فعالياتِهم تطوُّعاً منه بلا مقابلٍ؛ فاستَحَقَّ احترامَ الوسطِ الإعلامي، ورغمَ مرضِه وتعبِه إلّا أنه لم يستسلِمْ للمرضِ، وواصلَ مسيرتَه الإعلاميةَ .

الجديدُ ذِكرُه، أنّ الصحفيَّ والناشطَ “حمّاد” عاشَ معاناةً مريرةً مع السرطانِ، وخاضَ حربًا شرِسةً معها، ولكنْ بإصرارِه وعزيمتِه وقوّتِه غلبَها، برغمِ أنه أحدُ المرضَى الذين عانوا؛ نتيجةَ معرفتِهم المتأخرةِ بالإصابةِ بمرضِ السرطانِ اللعينَ، ولم يكنْ باستطاعتِه السفرَ خارجَ غزةَ  للعلاجِ؛ بسببِ الظروفِ السيئةِ التي يمرُّ بها القطاعُ المحاصَرُ .

يقولُ حماد :”نحن بحاجةٍ ماسّةٍ إلى مستشفى خاصٍّ بأمراضِ السرطانِ، مُجهزٍ بكافةِ الأجهزةِ لتشخيصِ الأورامِ السرطانيةِ واكتشافِها مبكرًا، وتوفيرِ الأدويةِ اللازمةِ لهم، ومن خلالِ تجربِتي ومعاناتي مع مرضِ السرطانِ؛ حيثُ تمَّ استكشافُ سرطانِ الكليةِ عندي متأخّرًا؛ نظرًا لعدمِ وجودِ أجهزةٍ متقدّمةٍ في ظِلِّ الحصارِ؛ ما نتجَ عنه استئصالُ الكُليةِ اليُمنى المصابةِ بالسرطانِ.”

#تحدي_السرطانِ

وكان الصحفي “حماد” يعاني من آلامٍ متواصلةٍ، ونخزٍ أسفلَ الظهرِ من ناحيةِ الكُلَى، فاضطّرَ للذهابِ إلى المستشفى، ولم يكنْ يحصُلْ إلا على محلولٍ مُسكّنٍ، ومع تناولِ بعضِ الأدويةِ كان يزولُ الوجعُ؛ ولكنْ مع الوقتِ ازدادَ الوَجعُ بشكلٍ غيرِ طبيعي، ولم يَخطُرْ في بالِه أنها أعراضُ “السرطان”.

ومع تكرارِ الوجعِ وشعورِه بالمغصِ الشديدِ؛ ذهبَ الصحفي “حماد” إلى المستشفى؛ وقامَ بإجراءِ تحاليلَ دمٍ؛ أظهرتْ عندَه وجودَ دمٍ في البولِ بشكلٍ مرتفعٍ، بعدَها أجروا له صورةَ أشعةٍ ظهرَ فيها كيسٌ فوقَ الكُلَى اليُمنى، ولكنه غيرُ واضحٍ، وهو ما اضطّر الأطباءُ بعدَها لتحويلِه إلى المستشفى الأوروبي جنوبَ غزةَ؛ لعملِ صورةِ رنينٍ مغناطيسيّ؛ حينَها اكتشفوا أنه يعاني من سرطانٍ بالكُليةِ اليُمنى .

حيثُ يتابعُ “حماد” في قسمِ الأورامِ في مستشفى الأوروبي كلَّ شهرينِ لمتابعةِ وظائفِ الكُلَى وفحصِ الدمِ، في وقتٍ ممنوعٍ من العديدِ من الأطعمةِ والمشروباتِ التي تُرهِقُ الكُلى، وبحمدِ اللهِ لم يأخذْ جرعاتٍ كيماويةً .

تغلّبَ “حماد” على المرضِ؛ فقامَ بنَشرِ كلِّ ما يخُصُّ مرضَ السرطانِ من معلوماتٍ؛ وأطلقَ هاشتاق #تحدي_السرطانِ؛ لتسليطِ الضوءِ على معاناةِ مرضَى السرطانِ، ومساعدتِهم ونشرِ أخبارِهم ومناشداتِهم عبرَ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، وأيضًا شارَكَ في فعالياتٍ وأنشطةٍ لمَرضى السرطانِ، كما قامَ بتغطيةِ أنشطةِ وفعالياتِ الجمعياتِ والمؤسساتِ والأحداثِ؛ كان لها دورٌ كبيرٌ في كشفِ جرائمِ الاحتلالِ من خلالِ تغطيةِ الأحداثِ الخاصةِ بالقدسِ، وما تتعرّضُ له من محاولاتِ طمسٍ للهويةِ والقضيةِ، ولم ينسَ قضايا الأسرى ومعاناتِهم داخلَ سجونِ المحتلِّ الإسرائيلي .

تحدى المرض

كان الصحفي “حماد” متواجدًا في كلِّ المحافلِ المجتمعيةِ والإنسانيةِ؛ فكان لِزامًا على الجهاتِ المعنيّةِ تكريمُه على عملِه ومجهودِه؛ برغمِ كلِّ الصعوباتِ التي مرَّ فيها؛ ولم يوقِفْهُ مرضُه عن التواصلِ مع ما  يدورُ حولَه، حيثُ تمَّ تكريمُه من العديدِ من المؤسساتِ والجهاتِ الرسميةِ والجمعياتِ؛  لجهودِه الإعلاميةِ المتواصلةِ _بشكلٍ تطوُّعي منه_ في نشرِ وتغطيةِ أنشطتِهم؛ حيثُ تمَّ تكريمُه  ضِمنَ المصوّرينَ الصحفيينَ العاملينَ في الميدانِ  لعامِ (2019) من وزارةِ الإعلامِ، كما تمَّ تكريمُه في حفلِ تكريمِ المتطوّعينَ في غزةَ لعامِ (2019)، وتمَّ منحُه عضويةِ ولقبِ “سفيرُ الأملِ والسلامِ العالمي” من المنظمةِ العالميةِ للسلامِ والأمل من أجلِ الإنسانِ والأوطانِ، ومقرّها المغرب، وأُطلقَ عليه لقبُ “الصحفي الاجتماعي”؛ لحِرصِه الشديدِ على زيارةِ زملائه في أفراحِهم وأحزانِهم ، ولقبُ “فارس الميادين”؛ لوجودِه الدائمِ في أغلبيةِ الأنشطةِ والفعالياتِ ومسيراتِ العودةِ؛ فكان بحقِّ الصحفيَّ المتميزَ المتواضعَ .

ويطالبُ الصحفي “رائد حماد” بضرورةِ تسليطِ الضوءِ إعلاميًا، وفتحِ قنواتٍ مع مُحبي القضيةِ الفلسطينيةِ في العالمِ لدعمِ وحمايةِ مرضى السرطان من الموتِ المُحقَّقِ في ظِلِّ مَنعِ التحويلاتِ الطبيةِ للخارجِ.

يتمنّى الصحفي “رائد” السفرَ للخارجِ بدعوةٍ من المؤسساتِ والجمعياتِ المختصةِ بمساعدةِ مرضى السرطانِ؛ للحديثِ عن تجربتِه وتحدِّيه للمرضِ؛ أمامَ مرضى السرطانِ، وتقديمِ الدعمِ المَعنوي لهم، كما يتمنّى من كلِّ المؤسساتِ _ذاتِ العلاقةِ_ التعاونَ معه في خدمةِ مرضَى السرطانِ بغزةَ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى