تواصل
مقبرة السؤال

فلسطينيٌّ (من المحتملِ أنْ يكونَ عراقيّاً) يحملُ جُثَّةَ أخيهِ على ظهرهِ. يطوفُ بها بين المقابرِ :
-مقبرةٌ في أعلى الجبل…سيكونُ الطقسُ بارداً.
-مقبرةٌ مهجورةٌ…سيشعُرُ أخي بالوَحدة.
-مقبرةٌ في الكتبِ…أخي لم يتعلَّم القراءةَ بعدُ.
-مقبرةٌ في البحرِ…أخي لا يجيدُ السِّباحةَ.
-مقبرةٌ في القلبِ…سيحترِقُ.
-في الذاكرةِ…سيذوبُ.
-على الحدودِ…حربٌ أبديَّةٌ.ودويُّ القذائفِ سيمنَعُه من النَّوم.
-مقبرةٌ هناكَ…أَبعَدُ
مِما يجبُ.
مقبرةٌ هنا…أقربُ مِما يجبُ.
-مقبرةٌ في اللغة…أخي قالَ كلَّ شيء.لن يتكلَّمَ بعدُ.
-مقبرةٌ واسعةٌ…ستلتهِمُه.
-وأُخرى ضيقةٌ…ستحطِّمُهُ.
-مقبرةٌ صغيرةٌ.كبيرةٌ.مصنوعةٌ من الوردِ..من القشِّ..زرقاءُ..بيضاءُ..بلا لونٍ..شفَّافةٌ..ضاحكةٌ..
حسَناً..أخي عراقي (من المحتملِ أنْ يكونَ فلسطينيّاً) مِثلي.
وسيظلُّ معي في مقبرةِ السؤال!
بقلم / إسلام أبو شكير