الدكتورة /حكمت المصري
مستشارة العلاقات الاسرية والتربوية
هناكَ العديدَ من الأزواجِ اتّخذَ من الحَجرِ الصحي فرصةً للتقاربِ أكثرَ، وتطويرِ العلاقةِ الزوجيةِ من خلالِ وضعِ جملةٍ من الخُططِ والبرامجِ والنشاطاتِ لمواجهةِ هذا الظرفِ؛ الذي أصابَ العالمَ أجمعَ؛ من ضِمنِها المشاركةُ في أداءِ الفروضِ؛ كالصلاةِ والصومِ وحفظِ سورٍ من القرآنِ الكريمِ، ومنهم من تشاركَ في الأعمالِ المنزليةِ المختلفةِ ، والبعضُ اتّبعَ نمطاً رياضياً للتخفيفِ من الوزنِ ، وقد كان لجلوسِ بعضِ الآباءِ في المنزلِ مصلحةٌ للأبناءِ؛ خصوصاً في ظِلِّ انشغالِ عددٍ من هؤلاءِ الآباءِ والأمهاتِ عنهم ، فقد أدَّى تواجدُهم داخلَ المنزلِ معاً؛ حدوثَ فرصةٍ لهم للتعرّفِ على أحلامِ وطموحاتِ ومشاعرِ أبنائهم، ومساعدتِهم في حلِّ مشاكلِهم، وتصحيحِ مسارِهم، ورغمَ ذلك فهناك بعضُ الإشكالاتِ التي سبّبتْ ازديادَ حِدةِ المشاكلِ الأسريةِ؛ خصوصًا في ظِلِّ مكوثِ الأزواجِ داخلَ المنزلِ لفترةٍ طويلةٍ ؛ لكنّ استمرارَ الحدَثِ فرضَ التوازنَ لكثيرٍ من العلاقاتِ الأسريَّةِ؛ فطبيعيةُ الحياةِ أنها لا تخلو من المشاكلِ، ولكنّ كيفيةَ التعاملِ معها، والتحدّثَ بشأنِها وحلَّها بطريقةٍ إيجابيةٍ؛ هو ما يصنعُ الفارقَ بين الحياةِ الزوجيةِ السعيدةِ، والحياةِ الكئيبةِ؛ وبرغمِ ذلكَ تعامَلَ البعضُ مع الحَجرِ المنزليّ على أنه فرصةٌ للهدوءِ النفسي؛ بعدَ أعوامٍ انشغلَ فيها الإنسانُ في مسئولياتِ الحياةِ المتراكمةِ.
لذلك كان لابدّ من إعطاءِ بعضِ النصائحِ للأزواجِ مع بدايةِ استقبالِ العامِ الجديدِ (2021)، وضرورةِ استخلاصِ الدروسِ والعِبرِ ممّا مضَى، ووضعِ مجموعةٍ من الأُسسِ والمتطلباتِ لتطويرِ العلاقةِ بين الأزواجِ، والحدِّ من حدوثِ المشاكلِ، ومن هذه النصائحِ ما يلي:
- استقبالُ العامِ الجديدِ برَحابةِ صدرٍ وإيجابيةٍ وإيمانٍ بقضاءِ اللهِ وقدَرِة؛ من منطلَقِ القاعدةِ التي تقولُ “بشِّروا ولا تُنفِّروا”.
- ضرورةُ اختيارِ الوقتِ المناسبِ للحوارِ ومناقشةِ الخلافاتِ، وعقدِ النيّةِ على التغييرِ نحوَ الأفضلِ دونَ عصبيةٍ؛ وجعلِ الاحترامِ ركيزةً أساسيةً في النقاشِ بينكما.
- ضرورةُ التركيزِ على الإيجابياتِ؛ بحيثُ يقومُ كلُّ طرَفٍ بالتركيزِ على ما يُعجِبُه بالآخَرِ، وما يُسعِدُه؛ هذا سيؤدّي إلى زيادةِ الامتنانِ بينَكما؛ وهنا ننصحُ الزوجاتِ بضرورةِ تشجيعِ وتحفيزِ أزواجِهم على مساعدتِهم في شؤونِ البيتِ؛ لأنها ترجمةٌ للمحبةِ والوُدِّ والألفةِ التي جبلَهُما اللهُ عليها.
- ضرورةُ التعبيرِ عن التقديرِ والحبِ والتعزيزِ، فمِن الواجبِ ألّا يمُرَّ وقتٌ عليكما بدونِ أنْ تُظهِرا تقديرَكما لبعضِكما البعضِ، وإنْ كان في أبسطِ الأمورِ الحياتيةِ، فهذا من شأنِه أنْ يجعلَ للحياةِ طعماً مختلفاً؛ وبهجةً لا مثيلَ لها.
- التوقّفُ عن التحدثِ بالأمورِ التي تسبّبُ الجدالَ؛ كالمواضيعِ التي تخُصُّ الآخَرينَ؛ خصوصًا الأقاربَ والأصدقاءَ.
- التحدّثُ عن الأحلامِ والطموحاتِ فيما بينكما؛ يقرِّبُكما من بعضِكُما، ويزيدُ من الانسجامِ بينَكما.
- مراجعةُ الواجباتِ والمسئولياتِ الخاصةِ بالأبناءِ، والاتفاقُ على الطرُقِ والوسائلِ لتعديلِ سلوكِهما، والعملُ على تلافي أخطاءٍ ارتكباها في السابقِ، وتقريبُ وِجهاتِ النظرِ فيما بينهما.
- استشارةُ اختصاصيّينَ في الإرشادِ الزوجي، أو النفسي، أو الأسري؛ إذا تطلّبَ الأمرُ ذلك.
- ضرورةُ اتفاقِ الزوجينِ على اتّباع منهجٍ واحدٍ في حياتِهما، وتبيانِ وجهةِ نظرِ كُلِّ طرَفٍ في علاقتِه مع الآخَرِ ومع الآخَرينَ، وتحديدِ نقاطِ الالتقاءِ وتطويرِها، وتقليلِ نقاطِ الضعفِ، وتقريبِ وجهاتِ النظرِ عبْرَ حوارٍ مشترَكٍ وبنَّاء.
- تحديدُ حوالي (20) دقيقةً يومياً لقضاءِ الوقتِ معاً، وللجلوسِ لتبادلِ الحديثِ، وشُربِ القهوةِ، مَهما كنتُما مرهَقَينِ ، لا تتنازلا عن حقِّكِما في هذه الدقائقِ القليلةِ التي من شأنِها أنْ تُعزّزَ السعادةَ الزوجيةَ، وستعودُ على علاقتِكما بالنفعِ العظيمِ.
- إهمالُ المعاشرةِ الزوجيةِ يؤثّرُ على سعادةِ علاقتِكما، ابحثا معاً عمّا يسعِدُكما وقُوما به.
- تذكّروا جيداً، أنّ الكُلَّ يبحثُ عن السعادةِ، اعملا على ما ينشرُ ألوانَ الفرحِ والحبِّ والسعادةِ في علاقتِكما الزوجيةِ؛ لتنموَ وينموَ معها كلُّ جميلٍ.