Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
فتاوي شرعية

المعصيةُ وأثرُها على صاحبِها، وكيفيةُ التوبةِ

 

يجيبُ عن التساؤل عبد الباري خلّة

والمعصيةُ شرٌّ على صاحبِها، تُهلكُ النفسَ، وتَقسو القلبَ، وهي موضعُ سخطِ اللهِ على مرتكبِه، فإنّ لذنوبِ الإنسانِ وخطاياه شؤمًا؛ يظهرُ عليه في بدَنِه، وعافيتِه، ووجهِه، ورزقِه، يقولُ عبد الله بن عباس -رضيَ اللهُ عنهما-: {إِنّ َلِلسَّيِّئَةِ سَوَادًا فِي الْوَجْهِ، وَظُلْمَةً فِي الْقَبْرِ وَالْقَلْبِ، وَوَهْنًا فِي الْبَدَنِ، وَنَقْصًا فِي الرِّزْقِ، وَبُغْضَةً فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ} [الوابل الصيب (ص: 48)].

ما أثرُ المعصيةِ على صاحبِها ؟

  • حرمانُ العلمِ الشرعي: ولذلك لمَّا جلسَ الإمامُ “الشافعي” بينَ يدَي الإمامِ “مالك”؛ وقرأَ عليه.. أُعجبَ بفطنتِه وذكائه، فقال: إني أرى اللهَ قد ألقى على قلبِك نورًا، فلا تُطفِئهُ بظلمةِ المعصيةِ.
  • حرمانُ الرزقِ وتعسيرُ الأمورِ :إنّ اللهَ يُيسِّرُ أمورَ عبادِه الصالحين، قال اللهُ تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ). [الطلاق:3،
  • المعيشةُ الضنْكُ في الدنيا، والعذابُ في الآخِرة: قال الله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى). [طه:124].
  • المعصيةُ سببٌ لِهَوانِ العبدِ على ربِّه، قال الله تعالى: (وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ). [الحج:18].

ومن رحمةِ اللهِ علينا؛ أنّ اللهَ تعالى عَفُوٌّ غفورٌ، وإذا أذنبَ العبدُ ذنبًا، فما عليه إلّا أنْ يتوبَ إلى اللهِ تعالى، ومن حلفَ أو عاهدَ اللهَ أنْ يتوبَ من ذنبٍ، ثُم رجعَ إليه؛ فقد أثِمَ، وعليه كفارةُ يمينٍ: إطعامُ عشرةِ مساكينَ إطعاماً وسَطاً؛ فمَن عجزَ، صيامُ ثلاثةِ أيامٍ متتالياتٍ، وهو أفضلُ، فإنْ فرّقَها فلا حرجَ عليه.

هل تُقبَلُ صلاتُنا ونحن نعصي اللهَ عزَّ وجلَّ؟

نَعم؛ والأصلُ في المسلمِ أنْ يطيعَ اللهَ تعالى؛ لكنه قد يخطئُ، فعليهِ التوبة، ولا أحدَ معصومٌ؛ لذا ينبغي على المسلمِ أنْ يتَعهدَ نفسَه، وإذا كان يصلي وارتكبَ ذنبًا؛ فإنّ صلاتَه صحيحةٌ، ويُحاسَبُ على ذنبِه، وإذا تاب تابَ اللهُ عليه.

والمَعاصي كثيرةٌ ومتنوعةٌ: منها كِبائرُ، ومنها صغائرُ؛ قال اللهُ -تعالى-: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا). [النساء: 31]، وقال الله -تعالى-: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ) [النجم: 32].

وهل المعصيةُ تُعيقُ استجابةَ الدعاءِ؟

كلّا، واللهُ تعالى يستجيبُ لِمن يشاءُ، ولا يمنعُه من استجابةِ دعاءِ العبدِ كثرةُ ذنوبِه، قال سفيان بن عُيينة: لا يمنعنَّ أحدَكم من الدعاءِ ما يَعلمُ من نفسِه، فإنّ اللهَ عزّ وجلّ أجابَ دعاءَ شرِّ الخلقِ إبليس- لعنه الله- إذ قال: (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ). [الحجر:36-37].

كيفيةُ تَخلُّصِ الإنسانِ من الذنوبِ ؟

  • الالتجاءُ إلى اللهِ تعالى بالدعاءِ والتضرُّع.
  • مجاهدةُ النفسِ، وتزكيتُها بطاعةِ الله، قال الله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } [الشمس: 7 – 10].
  • استشعارُ مراقبةِ اللهِ تعالى، وأنه رقيبٌ، ومُطَّلِعٌ على المسلمِ في كلِّ حالٍ.
  • أنْ يتخيّلَ المسلمُ من يُجِلُّهم، ويحترمُهم؛ ينظرونَ إليه وهو يفعلُ ذلكَ الذنبِ.
  • تذَكّرْ الموتَ.
  • تَذكَّرْ ما أعدَّه اللهُ لعبادِه الصالحينَ، قال الله تعالى: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت: 40].

ما هي طرُقُ الابتعادِ عن المعاصي ؟

  • النيّةُ الخالصة.
  • سؤالُ اللهِ سبحانَه وتعالى التثبيتَ.
  • الاستعانةُ باللهِ عزَّ وجلّ، والتّوكُّلُ عليه.
  • المُداومةُ على الفرائضِ.
  • اتّخاذُ رفقةٍ صالحةٍ، تُعينُه على الخيرِ.
  • الإكثارُ من قراءةِ القرآنِ الكريم، وتَدبُّر آياتِه.
  • استحضارُ ضرَرِ المعصيةِ وسوءِ عاقبتِها في الدّينِ والدّنيا والآخِرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى