Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

اصنعه على عينك

كن الرفيق والأنيس

الاستاذة :دعاء طافش 

اختصاصية التربية الاسرية 

قيلَ:” إنّما سُمِّيَ الخليلُ خليلاً؛ لأنّ محبَّتَه تتَخلَّلُ القلبَ؛ فلا تَدَعَ فيه خَلَلاً إلّا ملأتْه”…

كنتُ دومًا أسألُ نفسي: هل وصلتُ بعلاقتي مع أبنائي كعلاقةِ الخِلِّ بخَليلِه؟! هل كنتُ نِعمَ الرفيقةُ والصاحبةُ والأنيسةُ والمؤنسةُ لهم؟!

في الحديثِ الشريفِ، قال حبيبُنا المُصطفى _صلى الله عليه وسلم_:” أكرِموا أولادَكم وأحسِنوا أدَبَهم”، فإنّ إكرامَ الأبناءِ يكونُ بحُسنِ الملازمةِ والمصاحبةِ والتوَدُّدِ لهم، وبإشباعِ الاحتياجاتِ النفسيةِ من حُبٍّ وانتماءٍ وشعورٍ بالاعتباريةِ والمسؤوليةِ؛ هذه هي قواعدُ بناءِ العلاقةِ الإيجابيةِ بينَنا وبينَ أبنائنا؛ كي نكونَ قادرينَ فيما بعدُ على حُسنِ التأديبِ.

ويبقَى السؤالُ الذي يشغلُ الكثيرينَ؛ كيف أقومُ بمصاحبةِ ابني مع فارقِ العمرِ والنضجِ العقلي والخِبراتي؟!

وتأتينا إجابةٌ شافيةٌ من الإرشادِ النبوي” من كان له صبيٌّ فلْيتصابَى له”، أي يكونُ على نفسِ المستوى الفكري والعقلي والشعوري، فيشعرُ بما يشعرُ وَلدُه، ويفكّرُ بطريقةِ تفكيرِه، ويلاطِفُه بالقولِ والفعلِ، ويعاملُه بالِّلينِ والمحبةِ.. ويستمعُ له؛ فإنّ في استماعَنا لأبنائنا قراءةً لأفكارِهم ومشاعرِهم وانفعالاتِهم، يحاوِرُه، فإنّ الحوارَ سمتُ العقلاءِ ونبلاءٍ الخُلُق..

إنّ في مصاحبتِنا لأولادِنا فوائدَ جَمَّةً لهم، ومنها:

تجعلُ أبناءَنا أكثرَ تقبُّلاً للتوجيهِ والنصحِ؛ نظرًا لتلكَ العلاقةِ التي يسودُها التفاهمُ.

تكشفُ درجةَ النضجِ العقلي والنفسي الموجودِ لدَى أبنائنا؛ فيصبحُ الوالدانِ أكثرَ قدرةً على تحديدِ ما يناسبُ الابنَ، والتعرُّفِ على مواهبِه وميولِه.

تساعدُ الأبناءَ على تكوينِ علاقاتٍ اجتماعيةٍ مستقبليةٍ إيجابيةٍ (فقد أكّدتْ الأبحاثُ النفسيةُ أنّ الإنسانَ يعجزُ عن إقامةِ علاقاتٍ إيجابيةٍ مع العالمِ الخارجي؛ إنْ لم يمارسْ هذه العلاقاتِ في طفولتِه مع ذَويهِ).

وقايةُ الأبناءِ من الاضّطراباتِ النفسيةِ والسلوكيةِ، فالارتباطُ العاطفيّ، والقربُ النفسيّ من الأبناءِ، والتفاعل معهم؛ يقيهِم الكثيرَ من الاضطراباتِ، (فالمؤمنُ مألفه، ولا خيرَ فيمَن لا يَألَفُ ولا يؤلَفُ)

وإني لأهمِسُ في أذُنِ كلِّ أُمٍّ وكلِّ أبٍ؛ أننا مسؤولونَ أمامَ اللهِ عن هذه الأمانةِ؛ أحفِظْنا أَم ضيّعْنا، لِنَكُنْ رُفقاءَ رحماءَ مع أبنائنا (فما كان الرّفقُ في شيءٍ إلَّا زانَه، وما نُزِعَ من شيءٍ إلا شانَه)،، لِنَكُنْ لهم الأذُنَ الصاغيةَ، واللسانَ الذي ينتقي أطايبَ الكلامِ؛ كما ينتقي أطايبَ الثمرِ، فهم ذَخْرُنا وذخيرتُنا في الدنيا والآخِرةِ، حفِظَ اللهُ لكم أبناءَكم، وأحسَنَ تأديبَهم..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى