Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أمومة

احذَري عدمَ المساواةِ بين أبنائكِ!

 

وبرغمِ كلِّ ما حدثَ  في حياتِنا من حداثةٍ؛ إلاّ أنّ مفهومَ العائلةِ ومباديءِ تماسُكِها من أهمِّ المباديءِ التي عليكِ  تعليمَها لأطفالكِ، والتشديدَ على تمسُكِهم بها، ولكن هل تَعلَمينَ أنكِ قد تُدمّرينَ هذه الروابطَ بأفعالٍ دونَ قصدٍ! أولُ هذه الأفعالِ هو عدمُ المساواةِ بين الأبناءِ.

قبل أنْ تَنفي عدمَ الإنصافِ بين أبنائكِ؛ فكّري قليلاً في الأعمالِ اليوميةِ وأوقاتِ اللعب؛ هل تتأكّدينَ بأنّ أطفالَكِ قد حصلوا على نصيبٍ متكافيءٍ من الإهتمامِ والوقتِ، ومشاركتِكِ الّلعبِ معهم؟ هل أحضرتِ الطعامَ المفضّلَ للجميعِ؟ أَم أنكِ قد أحضرتِ الطعامَ المفضّلَ لأحدِهم، وأمضيتِ معظمَ الوقتِ مع طفلٍ واحدٍ؟

صُورُ عدمِ المساواةِ لا تقتصرُ فقط على مشاركةِ الّلعبِ، أو إعدادِ الطعامِ المفضّلِ لأحدِ الأبناءِ دونَ الآخَرين، فإنكِ قد تمارسينَ عدمَ المساواةِ بغيرِ قصدٍ؛ حينَ تختارينَ أحدَ أطفالكِ ليشارِكَكِ مزحةً على طفلكِ الآخَرِ، وربما تعتقدينَ أنها دعابةٌ، وسيضحكُ الجميعُ، ولكنّ الأطفالَ يرونَ ما لا نراهُ في أفعالِنا؛ فقد يرى طفلُكِ هذه الدعابةَ على أنها سُخريةٌ منه، وإعلاءٌ لشأنِ الأخِ أو الأختِ، ما يوَلّدُ لديهِ شعوراً بالدونيةِ، وأنه أقلُّ في المكانةِ من الآخَرين . وقد يميلُ الابنُ في هذه الحالةِ إلى العزلةِ، ومحاولةِ الهروبِ من العائلةِ التي تحبُّه أقلَّ من الأخِ، وقد يصبح عدوانياً أو متمرّداً على قراراتكِ؛ لأنه يظنُّ أنكِ اتّخذتيها فقط لمضايقتِه. وإذا سمعتِ في يومٍ ابنَكِ ينطقُ بجُملةِ “هذا ليس من العدلِ أو الإنصافِ!”  اعلَمي بأنّ ناقوسَ الخطرِ قد دقَّ، وأنه يجبُ عليكِ التحدّثُ معه لمعرفةِ أسبابِ ظنِّه؛ بأنكِ لا تُنصفينه مقارنةً بأشِقائهِ.

وعليكِ حينما تتحدّثينَ مع طفلكِ بشأنِ عدمِ المساواةِ، التشديدُ على أهميةِ العائلةِ، وأنه حتى وإنْ ظهرتْ بعضُ مشاعرِ الغيرةِ بينَ الأشقاءِ؛ فإنهم يَبقونَ عائلةً مترابطةً تَدعمُ بعضَها البعضِ.

من الطبيعيّ أنْ تهتمي كأمٍّ بأحدِ الأطفالِ أكثرَ؛ بسببِ صغرِ السنِّ، أو أنْ تلقيَ المسئوليةَ على الآخَرِ بسببِ الكِبَرِ والنضوجِ، ولكنّ المؤكَّدَ أنكِ تحبّينَهم جميعاً بمقدارٍ متقاربٍ، لذلك احرِصي على أنْ يَعلمَ جميعُ أبنائكِ هذه المعلومةَ، وأنْ يُدركوا أنّ الفَرقَ في المعاملةِ نتاجُ فروقِهم الفرديةِ، وليس نتاجاً لعدمِ المساواةِ من جانبِك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى