شبابيك

المهندس / مهيب أبو القمبز 

كلُّ عامٍ وأنتم بخيرٍ، ها هو عامُ 2020)) قد طارَ غرابُ شبابِه؛ وأفَلَ نَجمُه؛ وانتهَى إلى عامٍ جديدٍ؛ يرومُ المرءُ فيه إلى مُكاثَرةِ الفضلِ عوضاً عما قد سلفَ في العامِ المنصرمِ؛ الذي أحالتْهُ “كورونا” إلى أشلاءَ متطايرةٍ.

رغمَ قساوةِ الظروفِ، وحلكةِ ليلِ 2020))؛ إلا أنّ للمرءِ تسليةً وعزاءً؛ أنّ القسوةَ استوتْ فيها الدولُ والشعوبُ قاطبةً. وقد قيلَ “إنَّ الموتَ مع الجماعةِ رحمةٌ”، وقد صدقَ القائلُ، فلم تَمُرّ على العالمِ الموصوفِ بكثافةِ التواصلِ؛ أن اشتركَ في نكَدٍ امتدَّ عبرَ أصقاعِ الأرضِ؛ ولذلكَ تجدُ تمنياتِ العامِ الجديدِ مليئةً بالمشاعرِ الصادقةِ؛ بأنْ يزيحَ اللهُ الغُمّةَ عن العالمِ أجمعَ؛ ولا معنى لزوالِ الغمّةِ عن بلدٍ دونَ آخَرَ، فانسيابيةُ التواصلِ اليومَ تجعلُ من انتشارِ المرضِ عبرَ الحدودِ أسهلَ بكثيرٍ؛ لذلكَ فإنّ العامَ المُنصرِمَ لم يَجمعْ الشعوبَ على الألمِ فقط؛ بل وعلى الأملِ، والعملِ المتَّحِدِ الرامي إلى لقاحِ تطعيمٍ يفتّتُ كبدَ هذا الفيروسِ.

مع إطلالةِ العامِ الجديدِ؛ نجدّدُ الأملَ والتواصي على بثِّ الأملِ بين الناسِ، وغايةَ ما نتمناهُ بعدَ زوالِ هذه الغُمّةِ أنْ ينصلحَ حالُ الناسِ حقاً، وأنْ يعودوا إلى الجادّةِ، وأنْ يُرِيَهم اللهُ _سبحانه وتعالى_ من محاسنِ الدهرِ المشهورةِ، وفضائلِ الأزمنةِ المذكورةِ.

كلمةٌ أخيرةٌ في عصرِ ما وراءَ الحقيقةِ: نحن أشدُّ حاجةً إلى توَخِّي الحذرَ قبلَ نشرِ الأخبارِ، وتقَصّي الحقائقِ قبلَ بثِّها لِئلَّا نكونَ سبباً في تكديرِ صفوِ الحياةِ .

وحتى نلتقي،،،