الاعلامية/ مريهان أبو لبن
“بِتغَيِّر .. بتِتغيَّر ..الست الشاطرة بتغيِّر زوجها؛ مع الوقتِ حتتغير صفاتُه، وشوي شوي حيكون متل ما بدِّك.. لَمّا تكون عندِك حتِتْعلَّم طباعَك وتغيِّرها على كيفِك”هي الكذبةُ التي لا تُغتَفَرُ، والاسطوانةُ التي يتوارثُها جيلٌ عن جيلٍ، وتُكرِّرُها الأمهاتُ على مسمعِ بنتِها المَخطوبةِ أو ابنِها؛ فحينَ يشتكي أحدُ شريكَ الحياة من بعضِ الصفاتِ والطِّباعِ في فترةِ الخِطبةِ؛ كالعنادِ، والعصبيةِ، وعدمِ الاتّزانِ والفهمِ، والانطوائيةِ، أو أنه صامتٌ غيرُ متفاعلٍ؛ فيعتقدُ أنّ بإمكانِه تَغيّيرَه حَسبَ ما يريدُ؛ ليصبحَ نسخةً منه؛ فيَتحوّلَ الموضوعُ إلى مسألةِ وقتٍ؛ يعيشُ أحدُهم فيها على أملِ أنه مُجَرَدُ ما يصبحوا تحتَ سقفٍ واحدٍ؛ سوفَ تتغيّرُ تلكَ الطِّباعُ.. وهنا المصيبةُ حين نرَى المشكلةَ بأُمِّ أعيُنِنا؛ ونُغمِضَهم على كذبةٍ !
في كلِّ كتاباتي وأحاديثي؛ أتطَرّقُ للتغيّير، وأعشقُه في كلِّ مناحي الحياةِ؛ فلَولا التغيّيرُ لقتلَني المَلَلُ والروتينُ؛ وهنا أقصدُ التغيّيرَ في طريقةِ التفكير في الحياةِ في بعضِ الموضوعاتِ، وبعضِ العاداتِ التي تَعوَّدْنا عليها، تَغيّيرَ ديكورِ بيتِك من فترةٍ لأُخرى، تغيّيراً في شكلِكِ.. لبسكِ.. طريقةِ طبخِك.. تقديمِك لسُفرتِك، أسلوبِ تعامُلِك مع زوجِك وأولادِك، التغيّيرُ في نمطِ الحياةِ اليوميةِ؛ يُضفي للحياةِ جمالاً.. وهذا التغيّيرُ الإيجابي الذي تستطيعُ الزوجةُ أو الزوجُ اتّباعَه.
الصفاتُ والطّباعُ ما بتِتغير، ما تضحك على نفسك، وتعيش كذبة أنك بتغيِّر شريك حياتك مَهما فعلت، مين حكَى إنك مُمكن تِقدر تغيّر عقل شخص؛ حتى لو كان بينَكم حُب متبادل! تغيّير صِفات وطِباع متأصِّلة فيه، ونشأَ عليها عُمرا، وأصبحتْ جزءاً منه؛ لا يستطيعُ التخلّي عنها؛ هي صفاتٌ أساسيةٌ لا يستطيعُ التخلّي عنها، وغالبًا ما في حَدا بيغيِّر طبيعته أو سماته الأصلية؛ مَهما كان الدافع، وإنْ صار التغيير؛ راح يكون مؤقت؛ وبعدين راح يرجع لأصله !
يعني مَثلاً هو شخص انطوائي، خجول، صامت، انت بدّك يكون شخص حيوي، متفاعل، اجتماعي، يتحدّث، ويناقش في كلِّ الأمور! ما تضحكي على نفسِك و تقولي “حيتعلم مني ويتغير في المستقبل؛ لأنه بيحبني، وما بيرفضلي طلب” هي قليلةُ الكلام، ما بتتحمّل مسؤلية، ما بتعرف تتصرّف، بتركِن عليَّ بكل شيء، حاولت أغيِّرها.. لكنْ على الفاضي. فاصبحتْ قاعدة لَمّا تيجي عندي؛ وأكون معه؛ حَغيّرُه كذبةً تدفعُ ثمنها من أعصابك، وصحتك، وراحتك، وبتِبدا الحياة تِسوَدّ.. وكل طرَف مش متحمّل التاني؛ ولا شايفُه بالعين !!..
بما أنها حياة انفرضت وانوجدت أسرة؛ علينا تقبُّل صفاتِ وطباع الطرَف الآخَر، نسعى لفكرةِ التقاربِ فيما بينَنا؛ مدام صفاتُه الشخصية مُمكِن نتقبّلها؛ خلّينا نحاول النظر إلى الايجابيات فيه؛ ونترك التمسُّك بالسلبياتِ والنقدِ .
تذَكّر دائماً أنه لا يمكنُ أنْ تُغيِّرَ عقولَ وطبائعَ البشرِ؛ وحينَ تريدُ الاستمرارَ مع شريكِ الحياةِ الذي اخترتَه؛ عليكَ أنْ تتحمّلَ.. وتتغاضَى.. وتتجاوزَ.. من أجلِ البقاءِ..
دائمًا ابحَثْ داخلَ شريكِ الحياةِ عن مزايا؛ ولا تُرَكّزْ على قُصورِه؛ حتى لا تَتحوّلَ الحياةُ لمشاكلَ ومُناكفاتٍ لا تُطاقُ؛ وبعدَها يَتسلَّلُ الجَفاءُ للقلوبِ؛ وتموتُ الأرواحُ؛ ويبدأُ البحث عن البديلِ.. الذي يريدُ أنْ يتَغيّرَ لأجلِ مَن يُحِبُّ؛ يستطيعُ …